ظهر الاهتمام العالمي بالانتخابات الأميركية، من خلال مواقف العواصم العربية والغربية التي تناست مشاكل دولها، وأجمعت على أهمية الحدث الأميركي على اعتبار أن نتيجته قد تحدّد مصير عدد من الملفات العالمية، بدءاً من الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وصولاً إلى احتمال فكّ الحصار المفروض على كوبا.وفي موقف لافت، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، أمس، أن حركته على استعداد للحوار مع أي رئيس أميركي، سواء كان المرشح الديموقراطي باراك أوباما أو منافسه الجمهوري جون ماكاين «لكن من موقع التمسك بحقوقنا».
وعن الأنباء التي تحدثت عن أن أوباما سيبادر إلى إجراء اتصالات مع حركته، قال مشعل: «أحياناً تشاع مثل هذه الأخبار للتشويش على أوباما، وخاصة في سياق الحديث عن جذوره، لكننا نرحب بأي تغيير في السياسة الأميركية الخارجية يبتعد عن سياسة الانحياز لإسرائيل وسياسة العدوان على منطقتنا».
وعبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله أن يحقق الرئيس المقبل «نجاحاً أكبر» من أسلافه في عملية السلام في الشرق الأوسط. كذلك أعرب عن ثقته بأن المرشحين الأميركيين «يعملان على إرساء السلام، وفلسطين ستتعاون مع الرئيس الجديد مهما كان اسمه».
في المقابل، أبى رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت إلا أن يودع الرئيس جورج بوش، مشيراً إلى أن «اسمه سيظل محفوراً بأحرف من ذهب لأعوام طويلة في قلب إسرائيل». وعن هوية الحاكم الجديد للبيت الأبيض، لم يعر أولمرت الموضوع أهمية، «أكان أوباما أم ماكاين فسيكون صديقاً لإسرائيل».
وانحصر همّ رئيس الحكومة الباكستاني يوسف رضا جيلاني بحثّ الرئيس المقبل على عدم السماح باستمرار الغارات التي تشنّها مقاتلات بلاده على الأراضي الباكستانيّة بحجّة مكافحة الإرهاب.
وقد تكون أوضح المواقف التي أوحت بدعم أوباما، تلك الصادرة عن الجزيرة الشيوعية كوبا، حيث وصف الزعيم فيديل كاسترو ماكاين بأنه «جاهل وعدواني وقليل الذكاء»، لافتاً إلى أنه في حال فوزه فإنه «سيزيد من مخاطر نشوب حروب في العالم». وأشاد كاسترو بالمرشح الأسود «الأكثر ذكاءً وثقافة»، علماً بأن الأخير سبق وأيد اعتماد سياسة منفتحة إزاء جزيرته المحاصرة.
وذهب نائب الرئيس الكوبي كارلوس لاخي في المنحى نفسه عندما جزم بأن واشنطن «بحاجة إلى رئيس يملك حداً أدنى من المستوى الثقافي لا يكون مدمناً الكحول أو مجنوناً» في تلميح مبطن إلى بوش. ولم تغب أوروبا عن الحدث، إذ ذكر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنّ الاتحاد الأوروبي الذي ترأسه فرنسا حالياً، أعدّ خطاباً للرئيس الأميركي الجديد «يطلب فيه مزيداً من المشاركة للاتحاد في تسوية مشاكل العالم»، لافتاً إلى أن «العصور تغيرت والقرارات الأحادية الجانب التي تحاول تسوية مشكلات العالم ستكون أكثر صعوبة في اتخاذها» في عهد السيد الجديد للبيت الأبيض.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)