باريس ــ بسّام الطيارةيجتمع في عديد من المقاهي الباريسية عدد كبير من الأميركيين، جمهوريين وديموقراطيين، اختاروا العيش في فرنسا، ليحتفلوا بعيد الديموقراطية وبانتخاب رئيس جديد، ولو أن «حياتنا باتت هنا وندفع ضرائب فرنسية»، كما قالت «ساندرا الديموقراطية» ذات الشعر الأحمر على مدخل مقهى في حي الباستيل الذي يرمز إلى الثورة الفرنسية.
أكواب من الجعة تجمعت على حافة الشباك الخارجي للمقهى، حيث وقف بعضهم يدخن سيجارة. أشهر المقاهي هو «الهاريز بار»، على بعد أمتار من الأوبرا، حيث تعلن النتائج تباعاً وسط الهتافات باللغة الأميركية الممزوجة بكلمات فرنسية بلكنة قوية جداً.
يمكن القول إن مؤيدي أوباما يمثّلون الأكثرية في مقاهي العاصمة، إلا أن بينهم «العديد من مؤيدي ماكاين»، كما يقول بول، العامل في مصرف أميركي، الذي يقر بصعوبة «اعتراف البعض بأنهم ضد أوباما» في باريس، حيث يوجد تيار جارف لمصلحته، ولكنه يحذر من إمكان حصول مفاجأة لأن «ما يحصل وراء العازل هو المهم».
يرفض الجميع الإجابة عن سؤال يتعلق بلون بشرة أوباما، وما إذا كان لذلك تأثير على «كتم حقيقة التصويت». فقط آل، الذي يعرف عن نفسه بأنه «أفرو ـــــ أميركي»، يقول بصوت جهوري: «نعم بعض أصدقائي لا يعترفون أمامي بأنهم لا يستطيعون التصويت لأوباما».
يتفق الجميع على أن باريس مدينة «في جيب الديموقراطيين». ويشيرون إلى العدد الكبير من النشاطات التي تدور حول دعم أوباما. إلا أن الدعم الحقيقي يأتي من الضواحي، حيث يرى الشبان أن المعركة معركتهم.
بشير من أصول تونسية يقطن ضاحية كليشي، التي شهدت «ثورة ٢٠٠٥» العنيفة وأحرقت فيها أعداد من السيارات. يقول: «بكل صراحة، إذا انتصر أوباما نكون قد انتصرنا نحن أبناء الضواحي». ويفسر مامادو، وهو مهاجر من مالي، بأن وصول «مهاجر إلى البيت الأبيض سيعطي دفعاً للمهاجرين». ويصرخ أحمد: «ولكن ساركوزي مهاجر أيضاً»، فترد فاطمتو، السمراء القادمة من السنغال: «ساركوزي كان مع بوش ووصفنا بالحثالة». وتتابع: «ماذا سيفعل عندما يلتقي برئيس الولايات المتحدة الأسود؟»، وتنطلق ضاحكة مع المتجمعين حولها.
لن يحتفل الشباب هنا إذا انتصر مرشحهم، فالأزمة التي يعيشون في كنفها تدوم منذ سنوات ولم تنتظر انهيار أسواق الأسهم، ولكن هذا لا يمنع من الرقص. «سوف نرقص»، يقول شاب أسود طويل. ويضيف: «الموسيقى من دون ثمن». إلا أن شاباً ملتحياً وقف بعيداً عن الجماعة يقول: «الاحتفال سيكون في الشانزيليزيه». ويستطرد: «أوباما أو بوش فإن أميركا تبقى أميركا».