طالب بتمديد الولاية الرئاسيّة إلى 6 سنوات وحثّ واشنطن على إقامة «علاقات جيّدة» مع موسكوسارع الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، مع إعلان فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية، إلى وضع أطر لعلاقة بلاده مع واشنطن تقوم على قاعدة الندّية، مع لغة تحذيرية ترتقي إلى التهديد المبطّن، في محاولة لإغلاق الباب أمام أي تنازلات روسية، والاستفادة من «دبلوماسية» روّج لها الرئيس المنتخب خلال حملته
عنوانان أساسيّان تطرّق لهما الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، في أول كلمة سنوية له إلى الأمة؛ الأول يتعلق بالسياسة الخارحية، حيث هدّد «بنشر صواريخ جديدة بالقرب من الحدود البولندية رداً على الخطط الأميركية بنشر نظام مضاد للصواريخ في كل من بولندا وتشيكيا». أما الثاني فداخلي، ومحوره اقتراح مفاجئ بـ«تمديد فترة الرئاسة إلى ست سنوات»، ربما يصطدم مع مخطط رئيس وزرائه فلاديمير بوتين، باستعادة الرئاسة في عام 2012.
وقال مدفيديف، في خطابه إلى الأمة الذي كان يفترض أن يلقيه الشهر الماضي، إنه «لتحييد النظام الأميركي المضاد للصواريخ، سيجري نشر نظام الاسكندر الصاروخي في منطقة كالينينغراد»، موضحاً أنه «من الطبيعي أن ندرس أيضاً استخدام موارد البحرية الروسية». وأضاف إن «روسيا ستشوّش إلكترونياً على النظام الأميركي المقرر أن تنشر أجزاء منه في بولندا والتشيك».
وانتقد مدفيديف واشنطن وسياستها الخارجية التي تتسم «بالأنانية»، في الحرب القصيرة التي خاضتها روسيا ضد جورجيا في آب الماضي، موضحاً أن «الصراع في القوقاز استخدم ذريعة لإرسال سفن حربية من حلف شمالي الأطلسي إلى البحر الأسود، ثم إكراه أوروبا على نشر نظم أميركية مضادة للصواريخ».
وأضاف مدفيديف أن «الحرب مع جورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية كانت مع أمور أخرى نتيجة لسياسة الإدارة الأميركية التي تتسم بالأنانية، ولا يمكنها تحمل الانتقادات وتفضل القرار المنفرد». وربط الحرب في جورجيا بالأزمة المالية العالمية، قائلاً إن «كلاً منهما بدأ كحدث محلي ثم اتخذ أهمية موسعة. سنتغلب على عواقب الأزمة الاقتصادية العالمية وسنخرج منها أقوى من ذي قبل».
وتابع مدفيديف أن «دروس الأخطاء والأزمات التي وقعت عام 2008، أثبتت لكل الدول المسؤولة أن الوقت حان من أجل العمل، وإذا لزم الأمر إلى إصلاح النظام السياسي والاقتصادي». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة، وعبر نفخ الفقاعة المالية لتحفيز النمو، لم تكلف نفسها عناء تنسيق جهودها مع الآخرين في الأسواق»، منتقداً «غياب حس التقويم لديها».
إلا أن هذا الهجوم على واشنطن، لم يمنعه من الإعراب عن أمله في أن تختار «الإدارة الأميركية الجديدة إقامة علاقات جيدة مع روسيا»، من دون أن يذكر بالاسم باراك أوباما.
كلمة مدفيديف، التي استمرت 85 دقيقة، تضمنت مفاجأة داخلية مع اقتراحه تمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، وتمديد فترة ولاية الدوما (مجلس النواب) إلى خمس سنوات، وجعل العملية أسهل بالنسبة إلى الأحزاب الصغيرة للفوز بتمثيل برلماني. ولم يذكر ما إذا كان الاقتراح بتمديد فترة الرئاسة سيسري عليه أم على الرئيس المقبل الذي سينتخب في عام 2012.
وكان بوتين يستمع باهتمام في الصف الأمامي لكلمة مدفيديف، وهزّ رأسه موافقاً في بعض الأوقات أثناء حديث الرئيس.
أحد التعليقات على خطاب مدفيديف، جاء على لسان كبير الاستراتيجيين في مصرف «ألفا بنك» في موسكو، رونالد سميث، الذي قال «كان مدفيديف جازماً للغاية في كلمته. بدا وكأنه يتخذ مواقف قوية بخصوص العديد من القضايا قبل تشكيل إدارة أميركية جديدة». كما توقّع العديد من المراقبين، أسلوباً أكثر ليبرالية من مدفيديف، والحديث بشكل مفصّل عن كيفية تعامل روسيا مع الأزمة المالية.
(رويترز، أ ف ب، أ ب)

(رويترز)