برلين التي خصّها باراك أوباما بلقائه الانتخابي الوحيد خارج أميركا، والذي حضره حوالى 200 ألف شخص، كانت على موعد مع احتفالات حاشدة على إيقاع النتائج المتتالية من واشنطن والقهوة المجانية
برلين ــ غسان أبو حمد
جسّد فوز باراك أوباما بمنصب الرئاسة الأميركية تطلّعات الألمان وفرحتهم رسمياً وشعبياً. وصفته المستشارة أنجيلا ميركل بـ«النصر التاريخي» داعية الرئيس المنتخب إلى زيارة بلادها، بينما راحت بعض المقاهي والمطاعم في برلين تقدم لزبائنها مجاناً، طوال يوم أمس، فنجان «قهوة أوباما» بالحليب.
وسهرت العاصمة الألمانية طيلة ليل الثلاثاء ـــــ الأربعاء على إيقاع نتائج الانتخابات المتتالية من الولايات المتحدة. وحفلت جادة «أونتر دن ليندن» بحشد جماهيري مؤيّد للمرشح الأسود.
وأعلنت ميركل في برقية التهنئة عن اقتناعها بأن فوز أوباما «سيؤدي إلى تعاون وثيق وموثوق بين الولايات المتحدة وأوروبا لمواجهة العقبات والمخاطر الحالية وفتح الآفاق أمام حلول للقضايا العالقة التي تواجه العالم اليوم».
وأكدت ميركل للرئيس أوباما استعداد الحكومة الألمانية لتحقيق برامج التعاون والأخوّة «عبر الأطلسي» من أجل مستقبل مشترك أفضل.
أما الرئيس الألماني، هورست كولر، فهنّأ أوباما قائلاً «نحن نعي مدى أهمية عمل البلدان بعضها مع بعض، وأمام المجتمع الدولي مسؤولية العمل من أجل السلام والحرية والازدهار في المعركة ضد الفقر ومن أجل حماية كوكبنا.. وإن بلدي مستعد لمواجهة هذه التحديات مع الولايات المتحدة الأميركية».
وفي السياق، قدّم وزير الخارجية الألماني ومرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي المقبل لمنصب المستشارية، فرانك فالتر شتاينماير، تهانئه للرئيس الجديد «بكامل التقدير والاحترام»، معرباً عن سعادته بالتعاون مع الحكومة الأميركية الجديدة.
وقال شتاينماير إن معرفته الشخصية بأوباما، «تؤكد مقدرة هذا الرئيس على تخطّي المصاعب وعلى الاستماع جيداً إلى محاوريه واتخاذ القرارات في النهاية بطريقة عقلانية». وأعاد شتاينماير إلى الذاكرة ما جاء في الخطاب الذي ألقاه أوباما في تموز الماضي في برلين، حيث دعا إلى تجديد علاقات التعاون والأخوّة عبر الأطلسي، كذلك اهتمامه بحماية المناخ والبيئة وتوفير مصادر الطاقة واعتماد سياسة الحدّ من التسلّح، بالإضافة إلى تحسين التعاون مع المؤسسات الدولية. وهذه جميعاً من الأمور التي تنسجم تماماً مع إطار السياسة الألمانية.
على صعيد أخر، رأى المنسّق الحكومي للعلاقات الألمانية ـــــ الأميركية، كارستن فوغت، أن أول الملفات التي يفترض بالرئيس الأميركي الجديد تحقيقها تتعلق بحماية المناخ والحدّ من صناعة السلاح، وتحديداً السلاح الذري، وهذا الملف الأخير لا يمكن تحقيقه إلاّ بالحوار والتنسيق مع روسيا، وهذا ما تسعى ألمانيا إلى تحقيقه أيضاً.
وطالب كارستن، في حديث سريع للتلفزة الألمانية، الرئيس الأميركي الجديد بإغلاق معسكر «غوانتانامو» ومنح المزيد من الاهتمام لمشاكل العالم الثالث. وأضاف كارستن أن قضية العراق هي من الأولويات التي يجب على الرئيس الأميركي الجديد مواجهتها، وهذا يعني سحب الجنود الأميركيين من العراق تدريجاً، كما يأمل مناصروه.
ورأت صحيفة «لاوزيتسر روندشاو» أن ما قام به الرئيس جورج «بوش من توسيع لصلاحيات الرئيس شبه المطلقة، سيكون أول تحدّ يجب على الرئيس الجديد مواجهته».