التقى قادة إسرائيل عند الترحيب بانتخاب باراك أوباما رئيساً لأميركا، آملين استمرار التعاون الوثيق بين الدولتين، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى وجود حذر في الدولة العبرية من انتخابه، ولا سيما على خلفية مشروعه في محاورة طهرانرحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمس، بالفوز «الساحق والتاريخي لباراك أوباما» في انتخابات الرئاسة الأميركية، معرباً عن أمله بتعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق تقدم في عملية السلام في عهده.
وصدر عن مكتب أولمرت بيان شدد على أن «أميركا برهنت مرة جديدة على أنها الأكبر بين الديموقراطيات»، وأن المرشح الأسود «برهن على أنه يتمتع بصفات القائد». وأضاف أن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة مميزة ومبنية على قيم ومصالح مشتركة وتتجسد في تعاون وثيق».
بدورها، بعثت وزيرة الخارجية ورئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، برقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب، لفتت فيها إلى أن فوزه هو «شهادة شرف للديموقراطية الأميركية»، وأن «إسرائيل تتوقع استمرار التعاون الاستراتيجي الوثيق مع الإدارة الأميركية الجديدة والرئيس الجديد والكونغرس من أجل تعزيز وتحصين العلاقات غير القابلة للتعزيز أكثر من ذلك بين الدولتين».
وفي أول تعليق علني لها، قالت ليفني، أمام الكنيست، إنه ينبغي «مواصلة قيادة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وإن لم يحصل ذلك فسيدفع العالم وإدارة أوباما في هذا الاتجاه، وعندها سيكون من الصعب الحفاظ على المصالح الإسرائيلية». وجزمت ليفني بأن «منظومة العلاقات بيننا لن تتضرر... ومن غير المفترض أن تتضرر».
بدوره، أبرق زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى أوباما مهنئاً. ومن أبرز ما جاء في البرقية مخاطبة نتنياهو الرئيس المنتخَب بـ«أنت والشعب الأميركي أحدثتما تغييراً تاريخياً وذكّرتما العالم بما ترمز إليه الولايات المتحدة، وهو الأمل وضمان مستقبل أفضل، وأنا مقتنع بأننا سنعمل معاً من أجل تحقيق سلام في منطقتنا ومستقبل أفضل لنا جميعاً».
في هذا الوقت، علّق الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على النتيجة الانتخابية قائلاً «حقيقة انتخاب رئيس أسود وضعت حداً بقدر معين للعنصرية في العالم. لقد أثبت انتخاب أوباما أنه لا قيمة للّون، بل للقدرات وللقيم التي يحملها الشخص».
وفي السياق، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن تل أبيب «تتوجس من توجهات أوباما، وخصوصاً من احتمال أن يقرر إجراء حوار مع إيران بشأن برنامجها النووي وفتح مكتب مصالح أميركي في طهران حتى قبل دخول أوباما إلى البيت الأبيض». ورغم ذلك، ذكرت الصحيفة أن التقديرات في إسرائيل تفيد بأنه لن يحدث تغييراً دراماتيكياً في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الدولة العبرية.
إلى ذلك، توقعت التقديرات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسبما كشفت عنه «هآرتس»، أن يكون ضلوع الإدارة الجديدة في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي مرتبطاً بمبعوث رئاسي خاص إلى المنطقة، «وعندها ستدقّق إسرائيل في أولوياته لمعرفة ما إذا كان سيولي أهمية أكبر لاتفاق بين إسرائيل وسوريا أم سيولي أهمية أكبر لاستمرار المفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية».
كذلك أكدت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنشأت فور صدور النتائج الانتخابية، «غرفة عمليات» خاصة بتحليلها، كما طولب المسؤولون في دائرة أميركا الشمالية التابعة للوزارة بوضع ورقة تحدّد موقفاً أوّلياً حيال النتائج.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)