أوروبا تشيد والصين مع «علاقات صحيّة» وأفغانستان تطلب حماية المدنيّين وباكستان لـ«تعزيز التعاون» ما كادت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية تظهر إلى العلن، حتى انهال الترحيب الدولي عموماً، والعربي خصوصاً، باختيار المرشّح الديموقراطي، باراك أوباما، مع تصاعد مطالبات بنهج أميركي جديد
اهتم قادة العالم العربي خصوصاً بنتائج الانتخابات الأميركية، واضعين القضيّة الفلسطينية في أولوية مطالبهم من الرئيس المنتخب، وهو ما عبّر عنه الرئيس المصري حسني مبارك، الذي قال في برقية تهنئة إلى باراك أوباما إنه يتطلّع إلى «إسهامه البنّاء في حلّ القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل باعتبار ذلك المطلب الرئيسي للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط».
كذلك دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أوباما إلى تسريع الجهود بهدف تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال الناطق باسم الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، إن عباس «يهنّئ باسمه وباسم الشعب الفلسطيني الرئيس الأميركي المنتخب» وإنه «يأمل أن تتسارع جهود الرئيس الجديد لتحقيق السلام، ولا سيما أن مفتاح السلام في المنطقة والعالم هو حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي».
أما حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فدعت أوباما إلى استخلاص الدروس من «أخطاء» الإدارات السابقة «ولا سيما إدارة (جورج) بوش» حيال العالم العربي والإسلامي. وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، «يجب عليه أن يتعلم من أخطاء الإدارات السابقة، وخصوصاً إدارة بوش التي دمرت أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين». وأضاف «يجب عليه أن يحسّن علاقاته مع الدول بدلاً من سياسة العصا الغليظة الأميركية وأن يتواصل مع الشعوب بطريقة حضارية». وأوضح أن «حماس» تريد من أوباما أن «يدعم القضية الفلسطينية أو على الأقل ألا ينحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي».
بدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، أن الفلسطينيين «مستعدون للتعامل بعقل مفتوح مع أي إدارة أميركية ما دامت تحترم مصالح هذه المنطقة». وقال، في لقاء صحافي في دمشق، إن «أميركا بحاجة إلى التغيير لأن الإدارة الأميركية خسرت بسياساتها في السنوات الماضية».
وأرسل حكام دول مجلس التعاون الخليجي الحليفة لواشنطن برقيات تهنئة لأوباما، داعين إياه إلى دور أميركي أكبر في الشرق الأوسط، وخصوصاً عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
دولياً، رأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن انتصار أوباما «اللامع يشكّل مكافأة على التزامكم (أوباما) بخدمة الشعب الأميركي وهو تتويج لحملة استثنائية أثبتت للعالم بأسره حيوية الديموقراطية الأميركية».
وتابع إن «اختيار الشعب الأميركي لكم هو اختيار للتغيير والانفتاح والتفاؤل».
وشدّد رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، على أنه يتوق إلى العمل مع أوباما. وقال إن السيناتور الديموقراطي قاد «حملة ملهمة وضخّ طاقة في السياسة من خلال قيمه التقدمية ورؤيته للمستقبل».
ورأى الرئيس الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، أن فوز أوباما «يحمل آمالاً كبيرة، تجديداً وثقة في قضية الحرية والسلام والأمل في نظام عالمي جديد»، متمنياً أن يتم تعزيز العلاقات الإيطالية بالولايات المتحدة. ولفت إلى أن «أكثر كلمة ترددت على لسان أوباما كانت الوحدة، وهذا شيء جميل جداً، وهو دليل على الروح الوحدوية التي علينا نحن أيضاً أن نستمد منها العبر».
وأشار الرئيس الصيني، هو جينتاو، إلى مصالح مشتركة كثيرة ومسؤوليات مهمة «تجمع بين الصين والولايات المتحدة. لذا فإن بناء علاقات أميركية ـــ صينية طويلة الأمد وصحية وثابتة تخدم المصالح الأساسية لبلدينا وشعبينا يعتبر أمراً يحمل معنى كبيراً من أجل الحفاظ والترويج للسلام والاستقرار والنموّ في العالم».
ووجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري تهنئة إلى أوباما، معرباً عن أمله في تعزيز العلاقات والتعاون بين باكستان وأميركا في ظل القيادة الأميركية الجديدة. أما الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي، فدعا الرئيس المنتخب لأن يعطي أولويته لوقف قتل الأبرياء، وذلك بالتزامن مع غارة أميركية أدت إلى مقتل مدنيين.
وقال قرضاي «المشكلة الرئيسية التي أصبحت مصدر توتر (مع الولايات المتحدة) هي الضحايا المدنيين». وأضاف «يتعيّن وضع نهاية تماماً لسقوط ضحايا من المدنيين. الحرب في قرى أفغانستان لن تؤتي ثمارها على الإطلاق».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)