أمام أكثر من 125 ألف مناصر، وقف باراك أوباما ليجدّد وعده بالتغيير، ويُعلن أنّ «فجراً جديداً في القيادة الأميركية قد بزغ»، مؤكداً لشعوب العالم أن «قصصنا منفردة ولكنّ مصيرنا مشترك»، وذلك في خطاب نصر مؤثر، في ما يلي أبرز ما جاء فيه... إذا كان أحد لا يزال يشك في أن أميركا هي بلد حيث كل الأمور ممكنة، أو غير متأكد من أن حلم الآباء المؤسسين لا يزال حياً حتى يومنا هذا، أو يشكّك في قوة ديموقراطيتنا، فما أُنجز الليلة هو الرد. الردُّ الذي ردده الصغار والكبار والأغنياء والفقراء والديموقراطيون والجمهوريون، السود والبيض ومن هم من أصل أميركي لاتيني وآسيوي وأميركي أصلي... الذين بعثوا برسالة إلى العالم وهي أننا لم نكن مطلقاً مجموعة من الولايات الحمراء والولايات الزرقاء، نحن سنكون دائماً الولايات الأميركية المتحدة... لقد طال الوقت لكن الليلة ... حل التغيير على أميركا.
لم أكن أكثر المرشحين ترجيحاً للحصول على هذا المنصب، لم نبدأ بالكثير من المال أو الدعم. لم تولد حملتنا في ممرات واشنطن، بل من الحدائق الخلفية في دي موين وغرف الجلوس في كونكورد وعند العتبة الأمامية للمنازل في تشارلستون. لقد بناها الرجال والنساء الذي تبرعوا من مدخراتهم الصغيرة... نمت من قوة الشباب الذي رفضوا مقولة إن جيلهم غير مكترث.... هذا هو نصركم.
ونحن نقف هنا الليلة، نعرف أن هناك أميركيين شجعاناً يستيقظون في صحراء العراق أو جبال أفغانستان ليخاطروا بحياتهم من أجلنا. هناك أمهات وآباء سيبقون مستيقظين بعدما ينام أطفالهم ويفكرون كيف سيدفعون الرهن العقاري، أو فواتير الأطباء أو توفير ما يكفي من المال من أجل الجامعة. هناك طاقة جديدة يجب استخدامها ووظائف جديدة يجب استحداثها، ومدارس جديدة يجب بناؤها وتهديدات يجب مواجهتها وتحالفات يجب إصلاحها.
الطريق أمامنا سيكون طويلاً.. وربما لا نصل إلى هناك في عام واحد أو حتى في فترة رئاسة واحدة، ولكن يا أميركا، لم أكن أبداً أكثر تفاؤلاً... بأننا سنحقق ذلك. ستكون هناك انتكاسات وبدايات خاطئة. وسيكون هناك العديد من الذين لن يوافقوا على كل قرار نتخذه... ولكني سأكون دائماً صادقاً معكم... وسأستمع إليكم، وخاصة عندما نختلف. والأهم من ذلك أنني سأطلب منكم الانضمام للعمل.
ما بدأ قبل 21 شهراً يجب ألا ينتهي في هذه الليلة. هذا النصر وحده ليس التغيير الذي نسعى إليه، بل هو فقط فرصة لنا لإحداث ذلك التغيير... ولذلك، دعوني أستدعي فيكم روحاً جديدة من الوطنية والخدمة والمسؤولية ... دعونا نتذكر أنه إذا تعلمنا شيئاً من هذه الأزمة المالية فهو أننا نصعد ونهبط كأمة واحدة وشعب واحد. دعونا نقاوم إغراء العودة إلى الحزبية نفسها.. التي سممت سياساتنا لفترة طويلة... وإلى هؤلاء الأميركيين الذين لم أكسب دعمهم بعد، أقول: ربما لم أكسب صوتكم، ولكنني أسمع صوتكم وأحتاج إلى مساعدتكم وسأكون رئيساً لكم أنتم كذلك.
وإلى جميع من يشاهدوننا الليلة بعيداً عن سواحلنا من البرلمانات والقصور أو من يجلسون قرب أجهزة الراديو في الزوايا المنسية من عالمنا، أقول إن قصصنا منفردة ولكن مصيرنا مشترك وقد بزغ فجر جديد في القيادة الأميركية. وإلى من يريدون تمزيق هذا العالم، نقول سنهزمكم. وإلى من يسعون إلى السلام والأمن نقول نحن ندعمكم. وإلى كل الذين تساءلوا ما إذا كانت شعلة أميركا لا تزال متّقدة، الليلة أثبتنا مرة أخرى أن القوة الحقيقية لشعبنا لا تأتي من قوتنا وأسلحتنا أو مقدار ثروتنا، ولكن من القوة الدائمة لمبادئنا: الديموقراطية، الحرية، إتاحة الفرص، والأمل الذي لا ينضب.
لقد حدثت خلال هذه الانتخابات أمور تحدث للمرة الأولى، وقصص ستتناقلها الأجيال. ولكن القصة التي في ذاكرتي الليلة هي عن امرأة أدلت بصوتها في أتلانتا... آن نيكسون كوبر عمرها 106 أعوام، وقد ولدت بعد جيل واحد من انتهاء العبودية. وهو وقت لم تكن هناك سيارات أو طرق أو طائرات في السماء؟ عندما كان شخص مثلها لا يستطيع التصويت لسببين، أحدهما هو أنها امرأة، والآخر هو لون بشرتها.
والليلة أفكر في كل ما فعلته طوال سنيها المئة في أميركا، والمعاناة والأمل والنضال والتقدم والأيام التي قيل لنا فيها إننا لا نستطيع، والناس الذي واصلوا العقيدة الأميركية: نعم نستطيع.
في وقت كانت أصوات النساء فيه تُخرس وآمالهن تُبعثر، عاشت لتراهن يقفن ويتحدثن ويتوجهن إلى صناديق الاقتراع. نعم، نستطيع.
عندما سقطت القنابل على مرفئنا وهدّد الطغيان العالم، كانت هناك لتشهد جيلاً يرتقي إلى العظمة لإنقاذ الديموقراطية. نعم، نستطيع. لقد هبط رجل على القمر، وانهار جدار برلين، وتواصل العالم بواسطة علومنا وخيالنا. وهذا العام، وفي هذه الانتخابات، ضغطت بإصبعها على شاشة وأدلت بصوتها لأنه بعد 106 أعوام في أميركا... أدركت كيف يمكن أميركا أن تتغير. نعم، نستطيع. لقد قطعنا كل هذه المسافة، ورأينا الكثير. ولكن هناك الكثير يجب القيام به. دعونا الليلة نسأل أنفسنا إذا ما كان أولادنا سيعيشون ليروا القرن المقبل، إذا كان الحظ سيحالف ابنتيّ لتعيشا مثل آن نيكسون كوبر، ما هو التغيير الذي ستريانه؟ ما هو التقدم الذي سيحدث؟
هذه فرصتنا للردّ على تلك الدعوة. هذه لحظتنا... لنعيد الناس إلى العمل ونفتح أبواب الفرص لأطفالنا ونستعيد الازدهار وننشر رسالة السلام، ونستعيد الحلم الأميركي ونعيد التأكيد على الحقيقة الأساسية، أنه رغم تنوعنا فنحن واحد، وأنه أثناء تنفسنا فنحن نأمل، وحين نواجه السخرية والشك ومن يقولون لنا إننا لا نستطيع نرد
عليهم .. نعم، نستطيع.
(ا ف ب)