لم تكن كينيا، أرض آباء الرئيس المنتخب باراك أوباما، على هامش الحدث الأميركي، بل في قلبه. الصلوات التي طلبت فوزه، أجدت فعلاً، فها هو أول رئيس أفريقي يحكم أميركاعمّت الفرحة والابتهاج قرية كوجيلو التي تعيش فيها سارة، جدة باراك أوباما من جهة أبيه. واللافت أن عدوى الغرام الشعبي بأوباما انتقلت إلى صفوف الحكومة والرئاسة الكينية التي أعلنت فور صدور نتائج التصويت يوم الخميس (اليوم) عطلة رسمية مخصصة للاحتفال بالحدث «التاريخي»، على حد تعبير الرئيس الكيني مواي كيباكي.
ووجه كيباكي برقية تهنئة لأوباما جاء فيها «إن فوز السيناتور أوباما هو نصر لبلادنا، بسبب جذوره هنا في كينيا». وقال، في بيان، «نحن الشعب الكيني فخورون جداً بجذوركم الكينية. نصركم ليس فقط إلهاماً للملايين في كل أنحاء العالم، ولكن له صدى خاص هنا في كينيا».
وفي بيان نُشر على موقع مكتب العلاقات العامة الكيني، أشار المتحدث باسم الحكومة، الدكتور ألفرد موتوا، إلى أنّ الكينيين فخورون جداً بانتصار أوباما، قبل أن يضيف «لن تكون الأمور على ما كانت عليه، ويمكننا أن نتكلم الآن ورؤوسنا مرفوعة وقلوبنا مليئة بالنجاح والتحسّن في طريقة سير العالم».
وعلى الصعيد الشعبي، فقد علت صيحات النصر بين الحشود التي تابعت على شاشات عملاقة، طوال ليل الثلاثاء ـــــ الأربعاء، الانتخابات الأميركية في كوجيلو الواقعة غرب البلاد. وعلى وقع أغنيات الفرح والرقص، قال القس المسيحي دانسون موانغوتو (44 عاماً) إن «السيناتور أوباما هو رئيسنا الجديد. الرب استجاب لدعواتنا». وأضاف موانغوتو «نقول إنه سيحمل البركة والأمل إلى العالم. إنني متحمس جداً».
أما رجل الأعمال لوك سوريه (28 عاماً) فاختصر أسباب سعادته بالقول إنها «المرة الأولى التي يعترف فيها الأميركيون بأهمية السود».
ولم يجد المواطن جوزف أوتينو للتعبير عن سروره بالنتيجة سوى القول «إنني سعيد، لم أنم طوال الليل».
ولم يثبط هطول الأمطار الاستوائية ليلاً من عزيمة الكينيين الذين احتشدوا بالآلاف في حقل بقرية كوجيلو لمتابعة نتائج الانتخابات على شاشات عملاقة. ومع بزوغ الفجر، صفّقوا وابتهجوا بعدما أصبحت ولايات أميركية رئيسية متأرجحة، أبرزها فيرجينيا وأوهايو، من نصيب المرشح الديموقراطي الأسود الذي يصفونه بأنّه «الابن المفضّل بالتبنّي لشرق أفريقيا».
وغنّى الأقارب بأعلى صوت «سنذهب إلى البيت الأبيض»، ورقصوا حول منزل العائلة المتواضع، وتوقفوا فقط ليعانق بعضهم بعضاً ولرفع أطفالهم الصغار في الهواء.
وقالت بيوزا أوباما، زوجة شقيق الرئيس الأميركي، «لم ننم طوال الليل»، وأضافت وهي ترقص «لا أعرف ماذا أقول. هذا مدهش للغاية».
وفي الوقت الراهن، يحاول الأقارب في كينيا استيعاب الحدث الكبير والتخطيط لزيارة أولى يقوم بها أوباما على متن طائرة إلى بلده وقارّته الأم، بصفته رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
ويأمل العديد من الأفارقة أن يؤدي فوز أوباما إلى تقديم المزيد من الدعم الأميركي لمشاريع التنمية المحلية وتحسين ظروف المعيشة للأغلبية في أفقر قارة في العالم. لكنّ محللين مختصّين بقضية التنمية حذّروا من أنه لن يكون بمقدور أوباما سوى القيام بالقليل لتقديم مساعدات ملموسة لأفريقيا، ومن أنه لا يملك سجلاً قوياً من الاهتمام بالقارة السوداء.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)