أوباما في البيت الأبيض الاثنين... ويعقد اليوم مؤتمره الصحافي الأوّلفي 20 كانون الثاني، يتوّج باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة. لكن، حتى هذا الموعد، عليه أن يبدأ باختيار حكومته وفريق عمله، على أن تعمد الإدارة الراحلة إلى تحضيره من خلال التقارير الدورية، في ما يعرف بالمرحلة الانتقالية
حذّر الرئيس الأميركي جورج بوش من «ضربة إرهابية» خلال الفترة الانتقالية، معلناً أنّه سيجتمع مع باراك أوباما الاثنين المقبل في البيت الأبيض من أجل البحث في قضايا أساسية كالأزمة الاقتصادية والحرب في العراق، فيما يحضّر الرئيس المنتخب فريق عمله ويسمي مرشحيه للمناصب الوزارية استعداداً لتسلّم السلطة بعد عشرة أسابيع.
وقال بوش، في خطابه الذي شكر فيه فريقه في البيت الأبيض، «نحن في صراع مع المتطرفين الإرهابيين المصمّمين على مهاجمتنا، ولن يحبّوا أكثر من مهاجمتنا خلال هذه الفترة الانتقالية كي يلحقوا الأذى بالشعب الأميركي».
ورأى بوش أن التهديد الإرهابي والتحديات الاقتصادية لن تتوقف كي تسمح للرئيس الجديد بالاستقرار، لذلك أكّد أنّه سيحرص على أن تتم عملية انتقال السلطة بأسهل ما يمكن خلال ما بقي من ولايته. وقال «خلال الـ75 يوماً المقبلة، جميعنا يجب أن يحرص على أن يتمكن الرئيس الجديد وفريقه من العمل بسرعة».
وأوضح بوش أنه «في الأسابيع المقبلة، سيُطلب من الإدارة تقديم تقارير لفريق أوباما بشأن القضايا السياسية، بدءاً من الأسواق المالية حتى الحرب في العراق»، مضيفاً «أتطلع لمناقشة هذه القضايا مع الرئيس المنتخب في الأسبوع المقبل».
وأكّد مسؤول في فريق أوباما أن اللقاء سيتم الاثنين المقبل، ليحصل قبل أيام من القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين المرتقبة في 15 من الشهر الجاري، والتي من غير المتوقع أن يحضرها أوباما، الذي من المقرّر أن يعقد مؤتمره الصحافي الأول اليوم.
ويُفترض أن يتسلّم أوباما أول تقرير استخباري له كرئيس قبل أن ينتقل إلى البيت الأبيض في غضون عشرة أسابيع. وقال مصدر أميركي مطّلع إن رئيس فرع التحليلات في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» مايكل موريل هو من سيقدم التقرير.
من جهته، يعدُّ أوباما عدّته من أجل تسلّم الإدارة، وقد أعلنت حملته الفريق الانتقالي، الذي يترأسه جون بوديستا، ونوبيت روز الذي كان رئيس موظفي أوباما في مجلس الشيوخ، وفاليري جاريت، صديقة الرئيس المنتخب ومستشارته.
واجتمع أوباما، أول من أمس، بعيداً عن الإعلام مع نائبه جوزيف بايدن وجون بوديستا، الذي كان يرأس فريق عمل الرئيس السابق بيل كلينتون، وراهام إيمانويل، النائب عن ولاية إيلينوي الذي خدم أيضاً في إدارة كلينتون، ومجموعة أخرى من المسؤولين الرفيعين في حملته في مكتبه في شيكاغو. وهو لا يخطط لأي ظهور إعلامي حتى آخر الأسبوع، حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً، كما أعلن مساعدوه. وقد سارع الرئيس المنتخب إلى تسمية إيمانويل لمنصب رئيس موظفي البيت الأبيض.
الاسم الثاني الذي تم تداوله كمرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة أوباما هو سيناتور ماسشوستس، جون كيري، الذي فاز أول من أمس بولاية جديدة في مجلس الشيوخ. غير أن المتحدثة باسم كيري، بريجيد أورورك، نفت الأمر، قائلةً «هذا غير صحيح، وسخيف».
أما بالنسبة إلى وزير الخارجية السابق كولن باول، فقد أعلن أنه غير مهتم بالعمل في إدارة أوباما إذا طلب منه ذلك. وقال لصحيفة «وول ستريت جورنال»، خلال سفره إلى هونغ كونغ، «أنا غير مهتم بشغل موقع في الحكومة ولم يطلب مني ذلك حتى الآن». لكنه أشار إلى أنه سيكون حاضراً لتقديم المشورة.
وتواجه حكومة أوباما العتيدة صعوبات جمة، سواء في الداخل أو الخارج، ويُنتظر بعد تسلّمه السلطة أن يفي الرئيس الجديد بتعهدات حملته الانتخابية بحلّ أزمات الولايات المتحدة في الداخل والخارج، والتي ورثها عن بوش.
على صعيد حرب العراق، يُنتظر أن يسحب أوباما القوات الأميركية من بلاد الرافدين مع حلول صيف 2010، ليتفرغ لمجابهة تصاعد الهجمات في أفغانستان. وقال المدير السابق للتخطيط السياسي في وزارة الخارجية ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس إن نشر القوات الأميركية في العراق وأفغانستان «سيحتل صدر أولويات الرئيس (أوباما)».
لكن من غير المعروف بعد ما إذا كان أوباما سيتمكن من سحب قوات الاحتلال من العراق كما وعد، ولا سيما أن بوش يسعى إلى ربط الوضع المستقبلي لهذه القوات بالاتفاقية الأمنية التي يضغط للتوصل إليها مع الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.
غير أن محللين ومسؤولين سابقين يعتقدون أن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ستكون أكثر العوامل التي قد تحدّ من مرونة أوباما في مجال السياسة الخارجية والدفاع ومن قدرته على الوفاء بوعوده.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي)