باريس ــ بسّام الطيارةمرّة أخرى، تثبت سيغولين رويال قوتها داخل الحزب الاشتراكي. حصد «مشروعها» العدد الأكبر من أصوات محازبيها، وذلك قبل عشرة أيام من موعد مؤتمر ريمس (غرب فرنسا) حيث سيختار حزب المعارضة الأول زعيمه الجديد. وأشارت أرقام تصويت الناشطين الاشتراكيين، إلى أن المرشحة الرئاسية، حصدت نحو ٣٠ في المئة من الأصوات، بينما يتنافس عمدة باريس برتران دولانويه، ووزيرة العمل والشؤون الاجتماعية السابقة وعمدة مدينة ليل مارتين أوبري، على المركز الثاني، بعدما حصل كل منهما على ٢٤ في المئة من الأصوات تقريباً. أما بينوا هامون، الذي يقود التيار اليساري الرديكالي داخل حزب «الفيلة»، فقد حلّ في المرتبة الرابعة بحصوله على ١٩ في المئة، بينما لم يحصد مشروع تيار «الطوباية» أكثر من ٢ في المئة بزيادة نصف نقطة عن مشروع «البيئة».
يخلط انتصار رويال الأوراق مجدداً داخل عملية اختيار سكرتير أول للحزب بعدما «اعتبرت آلة الحزب» أن نتيجة المعركة محسومة لدولانويه الذي يؤيده فرنسوا هولاند، السكرتير الأول الحالي وأبو أولاد رويال.
وتنص القوانين الداخلية للحزب، على أنه إذا لم يحصل أيّ من المشاريع التي تمثل برامج المرشح على أكثرية الأصوات، فإن الأبواب تفتح على تحالفات بين مشاريع المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بهدف الوصول إلى «مشروع توافقي». فالتصويت في هذه المرحلة، يحصل لتثمين مدى شعبية «مشروع ـــ برنامج» كل مرشح قبل 10 أيام من انعقاد المؤتمر العام للحزب.
وكان دولانويه يعوّل على الحصول على الأكثرية لحسم المعركة من دون الدخول في مفاوضات تنتقص من «ليبرالية مشروعه الاشتراكي». ويقول أكثر من متابع إن «الأزمة المالية والعودة إلى وصفات اشتراكية لمعالجتها» قصمت ظهر انطلاقة دولانويه. والتحليل نفسه يفسّر حصول الراديكالي هامون على هذه النتيجة المفاجئة و«الأكثر من مشرّفة».
والواقع أن التيار اليساري الراديكالي لا يستطيع التحالف مع دولانويه الليبرالي. لكنّ هناك إمكاناً للتقرب من تيار رويال، التي «حقنت خطابها بتوجّه أكثر يسارية» في ظل الأزمة المالية، رغم أنها تنادي بالانفتاح على الوسط وعلى حزب فرنسوا بايرو «موديم» الوسطي. وتواجه رويال معارضة شديدة من كوادر حزبها الذين يدعمون دولانويه، والذي قد يتقرّب من تيار الوزيرة السابقة أوبري، الذي يضم بدوره أنصار رئيس الوزراء الأسبق لوران فابيوس وقسماً من أنصار وزير المال الأسبق دومينيك شتروس ـــ كان، المدير العام الحالي لصندوق النقد الدولي.
ويتفق المراقبون على أن التصويت «أعطى رويال قوة دفع معنوية» باتت معها في موقع يسمح لها بفرض توجه عام للمفاوضات يخدم تيارها، وصولاً إلى طرح توافقي أو لجولة انتخاب ثانية، يمكن أن يكون انتصارها فيها أكثر وضوحاً.