يتوجّه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما وزوجته اليوم إلى البيت الأبيض من أجل عقد لقاء مع الرئيس جورج بوش، الذي وصف انتخاب الأول بلحظة نصر تاريخي، فيما تنتظر ملفات دولية عديدة التوجهات التي يزمع اتخاذها الرئيس الجديد.وجدّد بوش، في خطابه الإذاعي الأسبوعي أول من أمس، حرصه على تأمين انتقال سلس للسلطة. وتحدث عن إجراءات اتخذتها إدارته لهذه الغاية منذ أكثر من سنة، وعن الاجتماعات المخصصة لأوباما حول الأمن القومي. وأشار إلى أنه وعد أوباما بالتعاون الكامل خلال الفترة الانتقالية التي تفصله عن تسلم السلطة رسمياً في 20 كانون الثاني المقبل.
ورأى بوش أن فوز أوباما بالرئاسة «لحظة نصر» في التاريخ الأميركي، قائلاً «مواطنونا اختاروا رئيساً يمثل لحظة نصر في التاريخ الأميركي، وتحية للعمل الحثيث والتفاؤل والإيمان بالوعد الثابت الذي توفره بلادنا». كما دعا الأميركيين إلى ترقب القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين، التي تستضيفها واشنطن في 15 من الشهر الجاري.
في المقابل، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤولين في الكونغرس وفي حملة أوباما، أن الأخير قد يلغي نحو 200 قرار وأمر تنفيذي أصدرتها إدارة بوش. وقال المسؤول في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، دان مندلسون، إن مستشاري أوباما يبحثون عن التغييرات التي يمكن إدخالها «لأسباب سياسية» على تنظيمات طبقتها إدارة بوش.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا ما جرت هذه التغييرات فإن أوباما يكون بذلك قد وفى بوعود قطعها خلال حملته الرئاسية وتبنّى سياسات من عهد كلينتون تجاهلها بوش خلال ولايته التي دامت ثماني سنوات.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن أوباما سيرث ثلاث قضايا سياسية خارجية على الأقل كان بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس قد باشرا رسمها، وترمي إلى منع إيران من تطوير السلاح النووي، والقضاء على الترسانة النووية لكوريا الشمالية، والترويج لمحادثات لتسوية الصراع العربي ــ الإسرائيلي على مساره الفلسطيني.
في هذا الوقت، لا تزال تتوالى ردود الفعل الدولية على انتخاب أوباما، حيث رفع كل طرف تمنياته للرئيس المنتخب كي ينتهج مساراً مغايراً لسلفه. وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي الست عن أملها بأن يتبنّى أوباما مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002 حين كان ولياً للعهد.
كذلك بحث الرئيس المنتخب هاتفياً القضايا الدولية الكبرى ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة المالية العالمية مع الرئيس الصيني هو جينتاو.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)