رغم الخطاب الحاد الذي ألقاه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حيال واشنطن الأسبوع الماضي، إلاّ أن بعض المؤشرات توحي بأن العلاقات بين البلدين تتجه نحو تهدئة دبلوماسية، وخصوصاً بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.العنوانان الأساسيان لحلحلة التوترات يتجليان أولاً في إعلان الكرملين عن لقاء «قريب» بين مدفيديف وأوباما. أما الثاني فهو الاجتماع الطويل الذي عقد أول من أمس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، وكانت محصلته إيجابية، رغم التعنّت الروسي.
فلافروف أعلن أن «قرار روسيا نصب صواريخ في جيب كالينينغراد المحاط بدول أوروبية هو مسألة داخلية، ليس للولايات المتحدة أن تدلي برأي فيها»، معرباً في الوقت نفسه عن ارتياحه لمباحثاته مع رايس.
وقالت وكالة أنباء «إيتار تاس» أن «الجانبين اتفقا على العمل معاً في ما يتعلق بالمشكلات الدولية الكبرى ذات الاهتمام المشترك، رغم وجود خلافات كبيرة حول بعض هذه المسائل».
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، أن «وزيري الخارجية عقدا اجتماعاً مغلقاً استمر نحو ساعة وعشرين دقيقة»، واصفاً اللقاء بأنه «جيد ومثمر». وقال «إنهما تحدثا عن مجموعة واسعة من المواضيع في إطار إعلان سوتشي». وأضاف أن «الوزيرين تطرقا أيضاً إلى معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) والدرع المضادة للصواريخ، وكرّرا موقفيهما من الموضوع الجورجي».
وأعلن ماكورك أن «المفاوض الأميركي جون رود سيلتقي نظيره الروسي سيرغي ريابكوف في الأسابيع المقبلة، في موسكو على الأرجح، لمناقشة الاقتراحات الجديدة التي قدمتها واشنطن حول الدرع المضادة للصواريخ».
وفي سياق الدرع الصاروخية الأميركية، أكد مستشار أوباما للسياسة الخارجية، دنيس ماكدونو، أن «الرئيس الأميركي المنتخب لم يتعهد بمواصلة مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية»، مناقضاً بذلك ما قاله الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي. وأوضح أن «أوباما أجرى محادثات جيدة مع الرئيس البولندي ورئيس وزرائه دونالد تاسك، بشأن أهمية التحالف بين الولايات المتحدة وبولندا». وأضاف أن «كاتشينسكي تحدث عن الدفاع المضاد للصواريخ، لكن أوباما لم يقطع أي تعهد في هذا الشأن».
في هذا الوقت، أعلن الكرملين أول من أمس أن «مدفيديف وأوباما ينويان عقد لقاء قريب، لبحث العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين»، موضحاً أن الرئيسين «بحثا خلال اتصال هاتفي ضرورة إجراء لقاء بينهما».
وخلال الاتصال، شدد الزعيمان على «أهمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وضرورة تطويرها إيجابياً، إضافة إلى نيتهما إقامة تعاون بنّاء للتوصل إلى استقرار دولي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)