أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لمجموعة من نظرائها العرب أمس في شرم الشيخ، أن الولايات المتحدة لن تمنح إيران تنازلات في الموضوع النووي.وقالت رايس، في اجتماع حضره الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ووزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، ونظرائها المصري والأردني والبحريني والمغربي والإماراتي، إن «رؤية الولايات المتحدة تقضي بألّا تحصل إيران على دور امتيازي في المنطقة»، حسبما نقل عنه أحد المشاركين في الاجتماع.
وقال دبلوماسي عربي، رفض ذكر اسمه، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إن المسؤولين العرب كانوا حرصاء على معرفة موقف الأطراف الغربية من مسألة النفوذ الإيراني في المشرق العربي بعد انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة.
وأضاف أن أطرافاً عربية رفض تسميتها أبدت خشيتها من تقارب أميركي ـــــ إيراني على حساب المصالح العربية، بخاصة وأن أوباما أعرب عن استعداده للحوار مع إيران.
ومن جهته، قال سولانا، في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع، إنه بحث مع المسؤولين العرب تطورات المفاوضات في ما يخص مسألة الملف النووي الإيراني.
وأضاف سولانا: «لم نستطع حتى الآن السير إلى الأمام في ما يخص الملف النووي الإيراني».
وفي السياق، شكا دبلوماسيون عرب حضروا اجتماع شرم الشيخ، انعدام الحوار مع عواصم الغرب بشأن الملف النووي الإيراني.
وقال مسؤول شارك في الاجتماع إن «الدول العربية تريد إبلاغها (مضمون) المفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة)».
وأوضح مشارك آخر، أن الدبلوماسيين العرب أعربوا عن «قلقهم البالغ» خلال الاجتماع، وشكوا من «حوار غير كاف بين الدول العربية والقوى الست الكبرى».
وأفاد أحد المشاركين بأن وزير الخارجية الأردني، صلاح بشير، أكد أن «إرادة الهيمنة المفاجئة لدى إيران تحوّلت أيضاً إلى أزمة».
في المقابل، أعلن مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، كاظم جلالي، على هامش جلسة للبرلمان ناقشت اللقاء الذي عقد أخيراً بين وفد من المجلس وسولانا في جنيف، «إن الأوروبيين يدركون أن إيران النووية أصبحت أمراً واقعاً، وعليهم أن يعترفوا بأنه لا طريق أمامهم سوى التفاوض مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية النووية».
ولفت إلى أن سولانا كان يدعو الوفد الإيراني خلال المحادثات «الايجابية»، إلى القبول باقتراح مجموعة «5+1»، المتمثل في التجميد مقابل التجميد، أي تجميد النشاط النووي الإيراني مقابل وقف إصدار قرار عقوبات جديد على إيران.
(أ ب، أ ف ب)