بول الأشقرترتفع أصوات الموالين والمعارضين قبل أسبوعين من انعقاد الانتخابات المناطقية في فنزويلا، التي تشمل 23 حاكم ولاية و328 رئيس بلدية، ومنها العاصمة كاراكاس.
ويدور الجدل الصاخب بين الموالين والمعارضين لأسباب عديدة، أولاً لحثّ المواطنين على المشاركة، وثانياً لاتهام الخصم بأنه يريد الارتداد على النتائج، ما يسهم في رفع التوتر في جميع أنحاء البلاد قبل هذه الانتخابات، التي يتفق الطرفان على أنها ستكون حاسمة في تحديد موازين قوى جديدة في الحياة السياسية.
وفي أول انتخابات بعد هزيمته في الاستفتاء على تعديل الدستور قبل سنة، دخل الرئيس هوغو تشافيز بكل قواه في المعركة الانتخابية، في محاولة لحصر الخسائر التي سيتكبدها «المشروع البوليفاري» (نسبة إلى محرّر أميركا اللاتينية سيمون بوليفار)، في عدد من الولايات، حيث يرجّح أن تخسر الموالاة بالتأكيد أربعاًً منها، فيما يؤكد بعض الخبراء أن عدد الولايات التي ستحرزها المعارضة قد يرتفع إلى تسعة.
وتسيطر الموالاة حالياً على 17 ولاية، فيما تحكم المعارضة ولايتين، بينما تبقى أربع ولايات بيد منشقين عن المشروع البوليفاري.
وكان تشافيز قد ذكر أول من أمس، في ولاية سوكر حيث يحكم أحد المنشقين، أن الحاكم رامون رودريغيز، «الخائن القذر»، قال إنه لا ينوي تسليم الولاية إذا خسر الانتخابات، مؤكداً «أنه سيضعه في السجن إذا حاول تنفيذ مشاريعه».
وعشية هذا التصريح، قال تشافيز في ولاية كارابوبو، إنهم «يريدون استعمال الانتخابات المناطقية لطردي من القصر الجمهوري السنة المقبلة. خطة شبيهة بما حاولوا فعله في بوليفيا». وتابع: «نحن لا نريد الحرب، هم الذين يريدونها، وإذا فازوا في كارابوبو، فأنا مستعد لوضع الدبّابات في الشوارع للدفاع عن الشعب ولمنع الأوليغارشية من الاستيلاء مجدداً على البلد». وكان تشافيز قد أعلن قبل شهر، أنّ ماريو روزاليس، حاكم ولاية زوليا، المرشح إلى رئاسة بلدية ماراكيبو، «ينوي اغتيالي، وأنا مصمم على اعتقاله».
وفي الوقت الذي بدأ فيه مجلس النواب بالتحقيق في ممتلكات روزاليس، قال الأخير، أول من أمس، «ليحققوا في كل ما يريدونه، ولكن عليهم أن يقتلوني قبل أن يعتقلوني، لأنهم لن يجدوا أي شيء ضدي».
وفي كل المناسبات، يحثّ تشافيز مناصريه على المشاركة وعدم الالتهاء بـ«نشوة» الفوز، فهو يعلم أنّ المعارضة ليست ضعيفة كما تدل الخريطة الحالية للانتخابات المناطقية، التي نتجت أساساً من المقاطعة ومن الانقسامات في صفوفها. كما يعلم أنه فقد في الاستفتاء الأخير ثلاثة ملايين صوت من الذين كانوا قد اقترعوا له في الرئاسيات، وأن عليه استرجاعهم هذه المرة.