عاد الرئيس المنتخب باراك أوباما إلى شيكاغو أمس لمتابعة تأليف حكومته العتيدة ومناقشة خططه التي يزمع تطبيقها لدى تسلمه الإدراة في ما يتعلق بالملفات الداخلية أو الخارجية كالعراق وأفغانستان وتنظيم «القاعدة».وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن إدارة أوباما تخطط لاعتماد استراتيجية جديدة في الحرب الدائر رحاها في أفغانستان، ومن ضمنها محادثات محتملة مع إيران، كما أنها راضية عن الحوار المحتمل بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان».
ونقلت الصحيفة عن مستشاري أوباما للأمن القومي قولهم إن الرئيس المنتخب ينوي أن يضع في أولوية إدارته المقبلة إلقاء القبض على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، إضافة إلى إرسال آلاف القوات الإضافية إلى أفغانستان.
أما بالنسبة إلى العراق، فقد أشار مستشارو أوباما إلى أنه ينوي إصدار أوامره من أجل سحب القوات الأميركية في غضون 16 شهراً في الأسابيع الأولى له في الحكم. وتلقى هذه الخطة معارضة شديدة، ونقلت الصحيفة عن قائد هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن قوله إن «خطة الانسحاب الزمني خطيرة».
ونقلت عن ضابط في قوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان قوله إنّ أوباما، الذي حظي انتخابه بترحيب أوروبي استثنائي، سيكون أكثر نجاحاً من إدارة جورج بوش في استقطاب الحلفاء الأوروبيين وحثهم على زيادة قواتهم في أفغانستان، قائلاً «أعتقد أن الرئيس الجديد سيكون قادراً على إقناع عدد من الدول الأوروبية التي لم ترقها طريقة إدارة بوش».
وبالفعل فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أنه سينظر في أمر إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان كجزء من الاستراتيجية التي ينوي أوباما اعتمادها، لكنه أشار إلى أنه يجب على الدول الأخرى أن تشارك في العبء أيضاً.
وفي ملف غوانتانامو، يُنتظر من الرئيس المنتخب أن يغلق المعتقل كما وعد، وقد دعته جماعة حقوقية إلى توقيع أمر إغلاق معسكر السجناء يوم توليه منصبه.
وقال اتحاد الحريات المدنية الأميركية، في إعلان في صحيفة «نيويورك تايمز»، «يمكنكم بجرة قلم رئاستكم ضمان أن تكون حكومتنا وفية للدستور وللمبادئ التي قامت عليها أميركا». وردّ كبير مستشاري أوباما في السياسة الخارجية، دنيس ماكدونو، أن «أوباما لم يتخذ بعد قراراً بشأن كيفية محاكمة المعتقلين في المعسكر، لكنه ما زال ملتزماً بإغلاقه».
وكان أوباما قد زار للمرة الأولى بعد انتخابه البيت الأبيض أول من أمس والتقى بوش وجال في المنزل الذي سيسكن فيه مع عائلته في السنوات الأربع المقبلة. وقال المتحدث باسمه روبرت غيبس إن الرئيسين ناقشا الوضع الاقتصادي والسياسة الخارجية. وعن زيارته المكتب البيضاوي للمرة الأولى، نقل غيبس عن أوباما قوله إنه «مكتب جميل جداً جداً»، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا برينو إن بوش وصف اللقاء بأنه «بنّاء ومريح وودود»، تناول المشاكل الداخلية والخارجية، ورجا بوش خلاله انتقالاً هادئاً للسلطة.
(الأخبار، أ ب، رويترز)