بول الأشقرأعلن الرئيس المكسيكي المحافظ، فيليبي كالديرون، إثر انتهاء زيارة نظيره الكولومبي ألفارو أوريبي، أنه قرّر تعيين المحامي فرناندو غوميز مونت، وزيراً للداخلية، خلفاً لسلفه وصديقه خوان كاميلو مورينيو، الذي توفي في حادث طائرة صبيحة يوم الاقتراع الرئاسي في الولايات المتحدة، وطلب من مواطنيه انتظار نتائج التحقيق وعدم ترويج الشائعات عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث.
وكانت المكسيك استثناءً في العالم، فيما كان الكون بأجمعه يتابع سير العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة. وجذب مقتل 14 شخصاً في حادث سقوط طائرة صغيرة من طراز «ليرجيت 45» فوق حي غني من مدينة مكسيكو يومها، اهتمام المكسيكيين عمّا يحدث عند جارهم الكبير وعن الآثار العميقة التي سيتركها انتخاب باراك أوباما إلى سدّة الرئاسة.
لكن الأهم، أن من ضمن الركاب التسعة المتوفين على متن الطائرة، كان هناك شخصان من القيادة الفعلية للحرب على المخدرات: وزير الداخلية خوان كاميلو مورينيو، اليد اليمنى للرئيس كالديرون، ومعه خوسي لويس سانتياغو فاسكونسيلوس «قيصر» مكافحة المخدرات السابق خلال رئاسة فيسينتي فوكس.
وإذا تبيّن أن الحادث نتج من تفجير، فسيسبب ذلك إحباطاً خطيراً للحرب الشاملة التي يقودها كالديرون على مافيات المخدرات.
من جهته، أعلن الرئيس المكسيكي، بعد تعيين مونت وزيراً جديداً للداخلية، وبعد توقيع اتفاق تعاون أمني مع الرئيس الكولومبي، الذي طلب التدخل لدى أوباما لإقرار اتفاقية التجارة الحرة مع بلاده، أنه ليس لحكومته «أي مصلحة وأي نية في إخفاء أي شيء عن حادث سقوط الطائرة. بالعكس تماماً، أريد أن تظهر الحقيقة وأريد أنا أيضاً معرفتها، إلا أن العناصر المتوافرة بين أيدينا حتى الآن لا تسمح بإثارة فرضية أخرى، غير أنه حادث طائرة».
وبعدما أكد كالديرون أن الحكومة منفتحة على تقبّل فرضيات أخرى إذا أثبتها تحليل الصندوق الأسود الذي نقل فوراً إلى ميامي، طالب مواطنيه بـ«الكف عن ترويج الشائعات». وهو يشير بذلك إلى الاعتقاد الرائج في المكسيك بأن مافيات المخدرات قررت استغلال الاهتمام بالانتخابات الأميركية لتنفيذ خطتهم الإجرامية واستعادة المبادرة في الحرب الشاملة التي كلفت أكثر من 4000 قتيل خلال عام 2008 فقط، والتي حولت المكسيك اليوم إلى نسخة جديدة عن «كولومبيا الثمانينيات»، فيما يؤكد البعض أن الحادث ضربة قوية لنظام فيليبي كالديرون.