strong>بيريز يرى أنّ «اختيار العرب للسلام» جاء «بفضل جيشنا القوي» وليفني تطالب بـ«تغييرات فـي المساجد»تحوّل مؤتمر «حوار الأديان» في نيويورك، أمس، إلى تظاهرة إسرائيليّة بامتياز، حيث ظهر الرئيس شمعون بيريز نجماً للحدث الذي يتم بمبادرة وتمويل من ملك السعودية عبد الله، فيما دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إلى تغييرات في المساجد ودور العبادة

نيويورك ــ نزار عبود
رغم أن مؤتمر «حوار الأديان» الذي بدأ أعماله، أمس، في نيويورك برعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة وبدعوة من الملك السعودي عبد الله، قد حمل عنوان «إشاعة لغة التسامح والاعتدال بين الأديان السماوية الثلاثة»، إلا أن الخطاب السياسي طغى على الجو العام، ليبدو كأن المجتمعين قد حشدوا جهودهم للتحذير من «الخطر الإيراني».
تجلّى ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قال فيه «نشهد اليوم بداية قصة جديدة لا نهاية قصة. المؤتمر غير مسبوق لأن السعودية تمثّل الصوت العربي المحترم كثيراً. مبادرة الخرطوم القائمة على اللاءات الثلاث حلّت محلها المبادرة السعودية التي أصبحت المبادرة العربية».
ورأى بيريز أن «المبادرة العربية مبادرة إسلامية لأن العالم الإسلامي دعمها»، مشدداً على «أننا جديون، بنينا جيشاً قوياً. بفضل الجيش القوي، اختار العرب الجيران التوجه إلى السلام. الحرب لا تحل محل الديموقراطية. العالم العربي منقسم بين مذاهب من سنة وشيعة».
وأضاف بيريز «ليست هذه المرة الأولى التي نلتقي بها مع الملك عبد الله. بل تم ذلك سابقاً في الجمعية العامة العام الماضي. ونحن نعيش في ديموقراطية، والأساس هو أن نكون مختلفين. لقد خاطبت الملك مباشرة لا سراً. الملك يريد أن يبني تفاهماً بين العرب واليهود، وهو يواصل أداء دور مرموق في العالمين العربي والإسلامي».
لكن بيريز حاول تلطيف خطابه بالقول إن «القدس مسألة غاية في الحساسية بالنسبة لنا. وإنني مستعد للتفاوض منذ الآن هنا في نيويورك. القدس مشتركة منذ الآن، حيث كل الصلوات من أي ديانة تذهب إلى السماء مباشرة».
وكان الرئيس الإسرائيلي قد ذكر في كلمته أمام المؤتمر «إن ما يجمع العرب واليهود الأنبياء المشتركون والأصل المشترك». وقال إن «الأسلحة النووية والصواريخ البعيدة وخطاب الحقد تحدّد جدول عملنا، ويجب علينا جميعاً أن نغيّر جدول عملنا»، في إشارة إلى البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانييين.
وعلمت «الأخبار» أن بيريز تحدث خلال العشاء، الذي أقيم عشية المؤتمر بعيداً عن أعين الصحافة، مع زعماء ورؤساء وزراء كل من اليمن وقطر والكويت ومصر عن أمور كثيرة. ودعاهم إلى الاتحاد لمواجهة «خطر إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وإلى اعتبار إيران خطراً على الدول العربية، فضلاً عن إسرائيل».
وإثر العشاء، التقى بيريز صحافيين، وأبلغهم بأن «المؤتمر يشكّل مسعى لوقف محاولات إيران السيطرة على الشرق الأوسط. وهذا يشكل خطراً يتجاوز القنبلة (النووية)».
أمّا وزيرة خارجية إسرائيل، تسيبي ليفني، التي تحدثت في المؤتمر الصحافي مع بيريز، فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك حين طالبت بالعمل على تغيير الخطاب الإسلامي المتطرف. وقالت «نريد تغييرات في المساجد ودور العبادة والرسالة التي يعلّمونها للأجيال كما يحدث في مساجد غزة». ورأت أن رسالة الملك عبد الله «مهمة لمنطقتنا. وهي بداية لصراع مشترك ضد المتطرفين قبل فوات الأوان».
وأضافت ليفني أن «الطريق إلى النجاح تقضي بمواصلة العمل مع المعتدلين وقياداتهم». ورفعت شروط التهدئة مع «حماس» لتشمل «الحاجة إلى وقف الاستعداد لمهاجمة إسرائيل، لا إلى وقف الهجمات».
في المقابل، سخر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ميغيل ديسكوتو بروكمان، من النظر إلى المؤتمر على أنه مناسبة لإيجاد جبهة عربية ـــ إسرائيلية في مواجهة إيران، واعتبره طرحاً «خيالياً». ورأى أن وجود الزعماء يدل على مدى الاهتمام بالتسامح، مشدداً على أن «العولمة تشكل قوة تقدم هامة».
أمّا صاحب الدعوة، الملك عبد الله، الذي حضر إلى المؤتمر في موكب مؤلّف من ثلاث حافلات فاخرة، فقد تحدث عن «شراكة البشر في العيش على الأرض» وعن التطرف الذي أدّى إلى الحروب وسفك الدماء. وقال، في كلمته المقتضبة، إن هناك أعداء للسلام في كل ديانة ومعتقد. وأكد أن اهتمام السعودية بالحوار يطغى على ما عداه، وأنها ستمضي في هذا الطريق لتعزيز السلام.
أمّا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد حذر من «ظاهرة التطرف والإرهاب والعداء للسامية والإسلاموفوبيا»، معتبراً أنه «من أكبر تحدّيات العصر جعل العالم أكثر أمناً».