باريس ــ بسّام الطيارة وضع الفرنسيون قرار تعيين بيار نغاهان، الكاميروني الأصل، محافظاً لمنطقة ألب هوت بروفانس الجنوبية في سياق «الأوبامانيا»، التي تجتاح العالم. غير أن وزيرة الداخلية ميشال اليو ماري حاولت نفي الربط، مشيرة إلى أن «الاختيار وقع على نغاهان بسبب سيرته الذاتية ونجاحه».
ويذكر البعض أن الرئيس نيكولا ساركوزي اعتمد، منذ كان وزيراً للداخلية، سياسة الإفساح في المجال أمام الأكفاء من الفرنسيين المنبثقين من الهجرة لتولي مناصب في الدولة، حيث عمل على تعيين أول فرنسي من أصل عربي، عيسى درموش، في منصب محافظ، ناهيك عن إسناد ثلاث حقائب وزارية مهمة إلى ثلاث ممثلات لأطفال الهجرة، أي وزيرة العدل رشيدة داتي والوزيرة المفوضة لشؤون المدينة فاضلة عمارة والوزيرة المفوضة لحقوق الإنسان راما ياد.
إلا أن هذا لا يمنع البعض من التشديد على التغيير الذي عصف بـ«الطاقم الحاكم» الفرنسي جراء انتخاب باراك أوباما رئيساً لأميركا، إذ ذكر أحد المقربين من ابن الرئيس، فرنسوا ساركوزي، العضو المنتخَب في مجلس منطقة هوت سين الغنية، أنه بات يحبذ «مشاركة مهاجرين غير أوروبيين» في الانتخابات البلدية، وهو طرح كان يلقى معارضة قوية جداً من اليمين الفرنسي. ونقلت صحيفة «فيغارو» عنه قوله «كيف يمكن القبول بألا يشارك مغربي يلمّ بلغتنا ويدفع ضرائب، وهو قد أسهم ببناء شيء ما في فرنسا، بانتخابات، فيما يسمح بهذا الأمر لإيطالي؟».
كذلك فإن السفارة الأميركية لم تنتظر وصول أوباما لـ«تغازل الضواحي» فهي منذ مدة تقوم بمحاولات للانفتاح عليها وتغيير صورة أميركا لدى أبنائها. وقد ذكرت مصادر مطلعة أن السفارة تقدم منذ فترة «سفرات مدفوعة كامل المصاريف» بما فيها الإقامة وتذكرة الطائرة للعديد من شباب الضواحي، وأن زيارات السفير الأميركي إلى حزام البؤس متزايدة ومتكررة.
وبحسب بعض الأرقام المتسربة، فإن تكلفة «كل ضيف» تجاور الـ ٢٥ ألف دولار ضمن برنامج «أنترناشيونال فيزيتور ليدر شيب»، وتتضمن الرحلة زيارة أربع ولايات على الأقل. وتؤكّد مصادر مطلعة على حيثيات البرامج أن «المختارين يجب أن يتمتعوا بقدر من مواصفات القيادة وأن يكونوا مؤثرين في طائفتهم»، ما يفيد بطريقة غير مباشرة بأن أجهزة السفارة تجري تحقيقات قبل إعطاء جوابها على من يقع الخيار عليه.
ورغم نفي أجهزة السفارة أن تكون «الأسباب الأمنية» وراء هذه البرامج، فإنها تعترف بأن «التقارب بين الشعوب يزيد من نسبة الأمن في العالم» بصورة عامة. ومن غير المعروف ما إذا كان وصول أوباما قد يغير من سياسة «سياحة التقارب» كما يصفها بعض الناشطين الاجتماعيين. لكن في المقابل، يمكن الجزم بأنه زاد من تسارع تعيين موظفين كبار من أصول مهاجرة.