رغم أهميّة حدث انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أسود في التاريخ الأميركي وأثره في كسر جدار العنصرية، إلا أن حوادث تُسجل في بعض الولايات تحمل دلالات عنصرية وتبعث برائحة حرب أهلية مضى عليها زمنسجلت السلطات الأميركية عدداً من الحوادث العنصرية وقعت منذ فوز باراك أوباما في الانتخابات في الرابع من الشهر الجاري، في وقت يتم فيه التداول باسم منافسته السابقة في الانتخابات التمهيدية هيلاري كلينتون، كمرشحة لمنصب وزارة الخارجية في الإدارة المقبلة.
وتحقق السلطات الأميركية في عدد كبير من الحوادث العنصرية، وخاصةً في ولايات: ميتشيغين، بنسلفانيا، آلاباما، ماين وكاليفورنيا. وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ رجلاً من منظمة «كو كلوكس كلان» العنصرية حمل علماً أميركياً ولوّح بمسدسه في الشارع في ولاية ميتشيغين احتجاجاً على انتصار أوباما. كما قام موظفون في إحدى الشركات بتعليق العلم الأميركي بالمقلوب كتعبير عن الأسى على وصول «هذا الزنجي» إلى البيت الأبيض.
وفي كاليفورنيا، قالت الشرطة إن أشخاصاً كتبوا تعابير عنصرية ورسموا صلباناً معقوفة على منزل وعلى عدد من السيارات التي تحمل صور أوباما ولافتات تأييد له، وكتبوا عبارة «عد إلى أفريقيا».
وطالبت الرابطة الوطنية للنهوض بالملوّنين، جامعة ولاية كارولاينا الشمالية بطرد أربعة طلاب كتبوا عبارة «لنطلق الرصاص على هذا الزنجي في رأسه» وعبارة «علّقوا أوباما من أنفه».
وفي ماين، تم تعليق مجسّمات لشخصيات أميركية من أصل أفريقي من أنوفها في شجرة في اليوم التالي لانتخاب أوباما، كما طرد طلاب لاستخدامهم لغة عنصرية في الصفّ احتجاجاً على انتخاب أوباما.
في المقابل، أدلى أوباما بأول حديث له بعد انتخابه إلى مجلة «إيبوني»، أقدم المطبوعات المملوكة للسود في الولايات المتحدة ومقرّها في بلدته شيكاغو. وستنشر المقابلة في عدد كانون الثاني عام 2009.
وفي تطورات تشكيل الإدارة المقبلة، كشف مستشاران لأوباما أن فريق الأخير يدرس «بقوة» إمكان اختيار هيلاري كلينتون لشغل منصب وزيرة الخارجية. وتزامن هذا الكشف مع توجه كلينتون أول من أمس إلى شيكاغو، حيث ذكرت تقارير أنها التقت أوباما، رغم أن مكتبها أعلن في وقت سابق أن هدف الزيارة «أمور شخصية».
ونقلت شبكة «أن بي سي» عن مسؤول سابق في إدارة بيل كلينتون قوله إن هيلاري قد تفكر في تولي هذه الحقيبة، مضيفاً «ما الأفضل لك: أن تكون سيناتوراً أو وزير خارجية؟».
وتتداول الصحف أسماء شخصيات عديدة لتولي الخارجية، منها المرشح الديموقراطي السابق للانتخابات الرئاسية في عام 2004 جون كيري، وحاكم نيو مكسيكو ومندوب الولايات السابق لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون.
إلى ذلك، أعلن فريق أوباما المكلف عملية انتقال السلطة، في بيان، أن الرئيس الأميركي المنتخب سيستقبل الاثنين خصمه الجمهوري السابق في حملة الانتخابات الرئاسية جون ماكاين في مقرّه في شيكاغو.
وجاء في البيان أن الرجلين «يتشاطران قناعة مهمة بأن الأميركيين يريدون ويستحقون حكومة أكثر فاعلية»، مشيراً إلى أنهما «سيبحثان سبل العمل معاً» لتحقيق هذا الهدف. وسيحضر اللقاء السيناتور ليندسي غراهام المقرب من ماكاين ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الذي عيّنه أوباما، راحم عمانوئيل.
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب)