وافق البرلمان الايراني، بغالبية ضئيلة أمس، على مرشح الرئيس محمود أحمدي نجاد لمنصب وزير الداخلية، صادق محصولي، بعدما أقال المجلس التشريعي سلفه علي كردان بسبب شهادة جامعية مزوّرة. وجاءت موافقة البرلمان الايراني بغالبية 138 صوتاً من بين 273 حضروا الجلسة، وهو أكثر قليلاً من النصف، ما يعدّ إنجازاً لنجاد الذي تعرّض لانتقادات متصاعدة من البرلمان خاصة بسبب سياساته الاقتصادية وزيادة التضخم.ورشح محصولي لمنصب وزير النفط أوائل الفترة الرئاسية لنجاد، لكنه انسحب بعدما انتقده مشرعون لثروته وافتقاره للخبرة في هذا المجال، ولا سيما أن مجلس الشورى الايراني لديه الحق بإقالة الوزراء والموافقة عليهم.
ويتولى محصولي، وهو رفيق سابق للرئيس الايراني في الحرس الثوري، منصب وزير الداخلية الذي يضطلع بمسؤولية الإشراف على الانتخابات، قبل سبعة أشهر من الاستحقاق الرئاسي، الذي يتوقّع أن يخوضه نجاد.
وكان البرلمان الايراني قد أجبر علي كردان على الاستقالة من وزارة الداخلية لحصوله على درجة علمية مزوّرة من جامعة أوكسفورد البريطانية.
وقال الرئيس الايراني، للبرلمان في خطاب ألقاه سعياً للحصول على موافقة المجلس على وزير الداخلية الجديد، «اليوم نحتاج في وزارة الداخلية الى شخص يستطيع إدارة الأمور وترتيبها. فقد شهدنا بعض الضعف في الوزارة خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية».
في المقابل، قال عضو محافظ في البرلمان «هذا الاختيار من أجل الانتخابات.. اختياره (نجاد) الآن وزيراً لداخليته هو بمثابة إقامة مقر للحملة الانتخابية»، مشيراً الى أن محصولي قاد الحملة الانتخابية لنجاد في السابق.
وحرص محصولي على أن ينفي عن نفسه هذه التهمة أمام البرلمان، قائلاً إنه سيعمل على إجراء انتخابات «حرة ونزيهة».
وأعلن رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، أن نجاد سيحتاج الى موافقة البرلمان على حكومته كاملة إذا غيّر وزيراً آخر.
من جهة ثانية، أكد لاريجاني أن سياسة العصا والجزرة التي كانت تعتمدها أميركا قد تغيّرت بفعل مقاومة الشعب الايراني في ما يتعلق بالموضوع النووي.
وتحدّث لاريجاني من محافظة قم، عن مؤتمر الأديان الذي عقد في نيويورك الاسبوع الماضي، قائلاً «من المخجل أن يصرّح رئيس الكيان الصهيوني، شمعون بيريز، أمام رؤساء الدول الاسلامية بأنهم سيقفون ضد الافكار الاسلامية التي تتبناها وتنشرها إيران».
وشدد على أن «الدول العربية المشاركة في مؤتمر الاديان لن تنجح في مواجهتها ضد إيران، مثلما لم تنجح هذه الدول ولم تحقق شيئاً يذكر خلال حرب تموز 2006». إلا أنه رأى أن الفارق بين تلك الحرب ومؤتمر الاديان، هو أن «الدعم للكيان الصهيوني خلال حربه على لبنان في تموز 2006 كان خفياً ومن وراء الكواليس، فيما كان الدعم من بعض الدول العربية خلال مؤتمر الأديان على المكشوف».
(رويترز، أ ف ب، مهر)