باريس ــ بسّام الطيارةيقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة إلى السعودية في ٢٩ تشرين الثاني الجاري، بعد مشاركته في مؤتمر تمويل الدول النامية الذي يعقد في الدوحة. إلا أن هذه الزيارة «المتفق عليها منذ مدة»، لا يجب أن تحجب عن الأبصار التوتر المتزايد بين باريس والرياض رغم التصريحات «المطمئنة» التي تصدر بين الفينة والأخرى.
والواقع أن «التباين» في وجهات النظر في مختلف الملفات التي تعني العاصمتين يعود إلى «اللحظة التي دخل فيها ساركوزي إلى الإليزيه»، كما يقول دبلوماسي عربي في باريس، موضحاً أن القطيعة مع دبلوماسية جاك شيراك جاءت «على حساب بعض ملفات الشرق الأوسط»، وفي مقدمها الملف اللبناني ورديفه ملف العلاقات مع سوريا.
وشدد مصدرٌ آخر على أن «العلاقات بين الرياض وباريس طبيعية»، وإن اعترف بأنه «من الطبيعي جداً ألا يكون هناك تطابق بنسبة ١٠٠ في المئة». وأشار إلى «أنه لا غيوم في أفق العلاقات الثنائية»، رافضاً الإجابة عن سؤال بشأن «الأسلحة الفرنسية»، التي تقول تقارير إنها وجدت في أفغانستان وفي بعض المخيمات اللبنانية التي توجد فيها مجموعات سلفية.
وفي السياق، وصف الناطق الرسمي المساعد فرديريك ديزانيو هذه المعلومات بأنها «ادعاءات لا أساس لها»، وذلك في ردّه على سؤال لـ«الأخبار» عما إذا كان موضوع السلاح قد بحث خلال لقاء وزير الخارجية برنار كوشنير والأمير سعود الفيصل يوم الاثنين في باريس، وهو لقاء لم يعلن عنه البتة قبل أن يكشف عنه الإعلام. وأشار ديزانيو إلى أنه «لا توجد معطيات للإجابة عن هذا السؤال».
وأعاد الحديث عن «الأسلحة الفرنسية» التذكير بجملة من الاعتراضات على سياسة تصدير الأسلحة ،أهمها حملة انطلقت في أيار ٢٠٠٧ من جمعية ناشطة في مجال حقوق الإنسان في سويسرا بعد إعلان الحكومة الفيدرالية بيع «فقط ١٠٠ رشاش» إلى السعودية بسبب «عدم احترامها لحقوق الإنسان»، ما دفع بعض المراقبين إلى القول «فكيف يكون الأمر مع فرنسا» حيث إن السعودية «تمثل ثاني أكبر مستورد للأسلحة الفرنسية». وبالتالي، فإن خبر الأسلحة الفرنسية في أيدي مسلحين سلفيين أو في أيدي «القاعدة» يأتي في وقت «غير مناسب بتاتاً» بعد أقل من ثلاثة أشهر على وقوع جنود فرنسيين ضحايا كمين في أفغانستان و«ضياع قاذفات صواريخ فرنسية من طراز ميلان» في كمين آخر.
ويؤكد مراقبون أن «نفي هذا الأمر هو أقل ما يمكن في فترة تحضير زيارة ساركوزي إلى الرياض». ويضيفون أن نفي وجود غيوم في سماء العلاقات بين العاصمتين هو عنوان المرحلة المقبلة بانتظار تطورات قد تأتي من خلال تقارب جديد تفرضه ظروف انتظار الإدارة الأميركية الجديدة.