بحسب الطريقة التي تسير فيها الترشيحات الوزارية الجديدة في الإدارة المقبلة، فإن المآخذ التي تُثار حولها تصبح محقّة؛ أين هو التغيير الذي وعد به باراك أوباما في ترشيحات ما هي إلا استحضار لإدارة بيل كلينتون السابقة؟يتابع الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما ترشيحاته الحكومية، فيما يتم تداول بعض الأسماء المرشحة لتولي مناصب وزارية، ومن المرتقب بين لحظة وأخرى أن تصدر ترشيحات جديدة بانتظار الكشف عن مرشحي الوزارات الأساسية، الخزانة والدفاع والخارجية، التي تعدُّ السيناتور هيلاري كلينتون الأوفر حظاً لها.
وآخر المرشحين، كان زعيم الغالبية الديموقراطية السابق في مجلس الشيوخ توم داشيل لوزارة الصحة، فيما لا تزال هيلاري تدرس خياراتها. ولوزارة العدل رُشّح إريك هولدر، نائب وزير العدل في الإدارة السابقة لبيل كلينتون، وكانت أول الترشيحات قد صدرت لراحم عمانوئيل لمنصب رئيس هيئة الموظفين في البيت الأبيض، وهو المسؤول في الإدارة السابقة لكلينتون أيضاً. وهنا تُثار تساؤلات وانتقادات حول التغيير الذي وعد به أوباما خلال حملته الانتخابية، ومعظم المستوزرين حتى الآن مسؤولون سابقون في إدارة كلينتون.
وانتقد الجمهوريون ما وجدوه توجّهاً غير مرحّب فيه لأوباما. وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية الجمهورية أليكس كونانت «باراك أوباما يملأ إدارته بمسؤولي واشنطن القدامى».
وأعلن الفريق الانتقالي أن الرئيس المنتخب ملأ أيضاً أربعة مناصب أساسية في البيت الأبيض، بينهم المدير الاستراتيجي لحملته الانتخابية دايفيد أكسيلرود، كمستشار رفيع المستوى.
وفي ترشيحات مرجحة، ذكرت «سي أن أن»، نقلاً عن مصادر متعددة، أن أوباما اختار حاكمة ولاية آريزونا جانيت نابوليتانو (50 عاماً) لمنصب وزير الأمن الداخلي. وأضافت أن «نابوليتانو، وهي ديموقراطية أيدت وشاركت في حملة أوباما الانتخابية، ضمن قائمة قصيرة من الأشخاص لتولّي مناصب وزارية في الإدارة الجديدة».
وقد أنشأت وزارة الأمن الداخلي مباشرة بعد أحداث 9/11، وهي ثالث أكبر وزارة حكومية بعد وزاتي الدفاع وشؤون المحاربين القدامى. وهي مكلفة حماية الأراضي الأميركية من الاعتداءات الإرهابية، وحماية الحدود، والمساعدة في الرد على الكوارث الطبيعية.
وانتخبت نابوليتانو حاكمة لآريزونا عام 2002 ثم أُعيد انتخابها عام 2005. وقد صنفتها مجلة «تايم» كواحدة من أفضل خمسة حكام في الولايات المتحدة، وقد سماها تقرير «وايت هاوس بروجكت» واحدة من «8» لـ «08»، أي إحدى ثماني نساء مؤهلات للترشح إلى الرئاسة في انتخابات 2008. عيّنها بيل كيلنتون مدعيّة عامة لولاية آريزونا عام 1993، وبصفتها هذه شاركت في التحقيق مع المتهم المرتبط بتفجير أوكلاهوما الإرهابي عام 1996، ميشال فورتير.
الاختيار الثاني وقع على سيدة الأعمال الثرية بيني بريتزكر لمنصب وزير التجارة، حسبما ذكرت أيضاً محطة «سي أن أن». وبريتزكر (49 عاماً)، مدرجة على لائحة أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة، وهي تحتل المرتبة 153 مع ملياري دولار. ومن المتوقع أن تقبل بالمنصب إذا مرّت باختبارات التحرّي والتدقيق حول تاريخها الذي يجريه الفريق الانتقالي لأوباما.
من جهة ثانية، قالت مصادر في الفريق الانتقالي إنه تم ترشيح آخرين لوزارة الخارجية، لكن هيلاري هي الأوفر حظاً، وتم تكثيف التحريات حول نشاطات زوجها الرئيس السابق كلينتون. وكشف شركاء هيلاري أن أوباما طلب منها تولي الخارجية، رغم اختلاف التقديرات حول مدى صراحة ومباشرة أوباما في تقديم عرضه.
وقد وافق الرئيس كلينتون على إجراءات التحقق والتحري حول زوجته، وقام بإصدار أسماء مساهمين رئيسيين في جمعيته الخيرية، كما تعهد بالكشف عن النشاطات المستقبلية، ووضع خطاباته قيد المراجعة للمعايير الأخلاقية، فضلاً عن استعداده للتخلي عن مسؤوليته اليومية في جمعيته، في الوقت التي تشغل فيه زوجته وزارة الخارجية، وإنذار الخارجية ببرامج خطاباته وبأي موارد جديدة لدخله. وقال كلينتون أول من أمس «سأفعل ما يريدونه».
ويتفاوض فريق من المحامين باسم هيلاري مع فريق أوباما. وقال مساعدون مقربون من المفاوضات إن عملية التحري تسير بطريقة هادئة، وأبدى الثنائي كلينتون تعاونهما الكامل.
لكن الرئيس السابق قد تورط في صفقات خارجية قد تعرقل عمل زوجته إذا تسلمت وزارة الخارجية مع الحكومات الأجنبية، بحيث جمع تبرعات لجمعيته من العائلة السعودية المالكة، والكويت وبروناي وسفارة قطر، ومن شركة انترنت صينية تبحث عن معلومات حول نشاط التيبتيين في مجال حقوق الإنسان.
(الأخبار، أ ب)