موسكو تهدّد بقطع الغاز عن أوكرانيا... وساكاشفيلي يدعو إلى الوحدة ضد «التهديد الروسي» لم يخف الرئيسان: الأميركي جورج بوش والروسي ديمتري مدفيديف، في لقائهما الأول منذ حرب جورجيا، أول من أمس، الخلافات القائمة بين البلدين. إلّا أن لغة وديّة فرضت نفسها على الاجتماع، انتهت باتفاقهما على العمل معاً على الملف الإيراني والقرصنة. لغة لا يبرّرها سوى اقتراب مغادرة بوش للبيت الأبيض
بدا لقاء «القمة» بين الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف، أول من أمس، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، أشبه بـ«تمثيلية» وداع لسيد البيت الأبيض، ظهرت من خلال اللغة الودية التي ميزت الاجتماع، بعكس الأيام الأخيرة التي شهدت تصعيداً وصل إلى حد التهديد المباشر بين البلدين.
وبحث الرئيسان الخلافات الثنائية، ومنها أزمة جورجيا المستمرة، والدرع الصاروخية الأميركية، ليتفقا في نهاية المطاف على مواصلة العمل في ملفي إيران والقرصنة البحرية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إن «بوش ومدفيديف اتفقا على مواصلة العمل معاً في عهد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما»، مضيفة أنهما «تحدثا عن حاجة البلدين لمواصلة العمل معاً بشأن إيران، ومن المهم أن يستمر هذا التعاون في عهد الإدارة الجديدة».
أما مدفيديف، فقال بواسطة مترجم، «عندما يكون لدينا في الواقع نقاط اتفاق وخلافات حقيقية، فنحن مستعدون لعمل متواصل»، معتبراً أن «عملنا اتسم بالنجاح عموماً». وأكد متحدث باسم الكرملين أن «مدفيديف قال إنه بمعزل عما سيفعله بوش في المستقبل، فإنه محطّ ترحيب في روسيا إذا أراد».
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الجانبين بحثا في الأزمة الاقتصادية والأمن الدولي، واتفقا على العمل معاً بطريقة عملية في القضايا ذات الاهتمام المشترك». إلا أنه أشار إلى أن «الرئيسين أوضحا أن خلافات لا تزال قائمة في علاقاتنا، لكن ثمة إرادة جامعة كما قال بوش، تقضي بألا نتوقف عند هذه المشاكل الموجودة دائماً بين قوّتين عظميين».
وقبيل الاجتماع، قال بوش «عقدت لقاءات كثيرة مع ديمتري وفلاديمير بوتين. وهذا اجتماعي الأخير بصفتي رئيساً مع الرئيس الروسي. اتفقنا على أمور واختلفنا على أخرى»، مضيفاً «حاولت جاهداً جعل علاقة البلدين ودية حتى نستطيع العمل معاً عندما نحتاج. وحين نختلف، نستطيع أن نفعل ذلك بطريقة محترمة لشعبينا».
وفي الوقت نفسه، أصدر بوش بياناً أشاد فيه «بالثورة الوردية الجورجية» في ذكرى انطلاقتها الخامسة، التي استغلها الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، للدعوة إلى الوحدة الوطنية ضد «التهديد الخطير الذي تمثله روسيا».
وأضاف ساكاشفيلي، في خطاب بثه التلفزيون الوطني، «تعرضنا للهجوم بسبب النجاحات التي تحققت في السنوات الخمس الماضية، وهذا آخر تحدّ توجهه الإمبراطورية ضدّنا». وقال «لم نواجه أبداً تهديداً بهذه الخطورة. نحتاج إلى القوة والوحدة. ويجب أن نؤكد وحدتنا على غرار ما فعلنا في 23 تشرين الثاني 2003».
من جهة ثانية، ظهرت بوادر أزمة روسيّة ـــ أوكرانية، مع تجدد مشكلة الغاز بين البلدين، وتداعياتها المحتملة على أوروبا، إذ هدّدت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة، بوقف إمداد أوكرانيا بالغاز اعتباراً من الأول من كانون الثاني، إذا لم يتفاهم البلدان على عقد جديد. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «أنترفاكس» عن الناطق باسم الشركة، سيرغي كوبريانوف، «نأمل تجنب سيناريو من هذا القبيل قبل السنة الجديدة، لكنكم تعرفون أنه لا يمكننا تسليم الغاز من دون عقد».
وأوضح كوبريانوف أن التسديد «الكامل وغير المشروط لديون أوكرانيا كان موضع اتفاق أبرمه الشهر الماضي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين مع نظيرته الأوكرانية يوليا تيموشكنو، لكن لم يتم الالتزام به».
إلا أن شركة شركة «نفتوغاز» الأوكرانية التي تملكها الدولة، أعلنت أنها «غير مديونة لغازبروم، بل لشركة روسوك ـــ اينرغو»، الوسيط التجاري للمبادلات الروسية الأوكرانية في مجال الغاز.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

(رويترز)