حين كانت تنافسه في الانتخابات التمهيدية، لم تترك هيلاري كلينتون وسيلة فاضلة أو خبيثة إلا استخدمتها ضد باراك أوباما، ملصقة به كل صفات السوء. اليوم أتى الرئيس بخصمه تحت جناحيه، لغاية في نفسه
واشنطن ــ محمد سعيد
بعد تقارير ترشيح السيناتور هيلاري كلينتون لوزارة الخارجية، بدأت التحليلات الإخبارية تتوالى حول مدى توافقها مع الرئيس المنتخب باراك أوباما وبرنامجه التغييري ومواقفها من القضايا الخارجية المحورية في السياسة الأميركية، في وقت توالى فيه صدور الترشيحات لمناصب الإدارة المقبلة، وآخرها كان لروبيرت غيبس متحدثاً باسم البيت الأبيض، على أن يعلن اليوم رسمياً ترشيح مان تيموثي غايتنر وزيراً للخزانة.
وتحت عنوان «في العالم العربي، قلة ثقة بهيلاري»، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» هيلاري بأنها الأكثر موالاة لإسرائيل. وأعادت إلى الأذهان حماستها لإسرائيل خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية، حين قالت إن الولايات المتحدة يمكن أن «تمحو إيران إذا شنت هجوماً نووياً على إسرائيل». كما قالت إن واشنطن لن تتفاوض مع حركة «حماس» ما لم تنبذ ما سمّته «الإرهاب».
ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن هيلاري «هي أيضاً التي خالفت إدارة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في عام 1998»، حين قالت إنه يتعين أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة بهم، ما دفع البيت الأبيض إلى التوضيح بأن السيدة الأولى السابقة كانت تتحدث فقط عن رأيها.
وعن مدى توافق المتنافسين السابقين في الانتخابات الرئاسية، أوباما وكلينتون، على الحكم، يقول مقربون من هيلاري إنها «غير بعيدة عن أوباما في نظرتها إلى السياسة الخارجية، وإن الاختلافات بينهما في هذا المجال طفيفة، فكلاهما يدعو إلى إعادة نشر القوات الأميركية في العراق والتركيز على أفغانستان، وضرورة انتهاج دبلوماسية قوية وانخراط مع إيران».
ورأت الصحيفة أن اختيار هيلاري «ربما يكون إشارة إلى أن أوباما يهدف إلى انتهاج سياسة خارجية أكثر تشدداً عمّا أوحى به خلال حملته الانتخابية، نسبة إلى لغتها القتالية تجاه إيران». ويقول مستشارون لأوباما إنّ الأخير مهتم بوضوح بإحضار خصمه تحت جناحه، وإنه يسمي شخصية معروفة عالمياً ويعمل على بناء نوع من العلاقة الدولية تضمن بأن يعرف الزعماء الأجانب أن هيلاري عندما تتحدث فإنها تتحدث مباشرة باسمه.
وفي النهاية، فإن كلينتون في حال تولّيها الخارجية لن تكون وحدها المسؤولة عن تنفيذ السياسة الخارجية. وفضلاً عن الرئيس، سيكون إلى جانبها نائبه جوزيف بايدن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في السياسة الخارجية، ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، الذي ذكرت تقارير أنه قد يكون الجنرال المتقاعد جيمس جونز، الذي سبق أن أعرب عن تأييده لنشر قوة دولية في الضفة الغربية بدلاً من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي آخر الترشيحات الحكومية، أكد مستشار أوباما، ديفيد أكسلرود، أن رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي مان تيموثي غايتنر (47 عاماً) سيتولى وزارة الخزانة في الإدارة المقبلة، على أن يعلن ترشيحه رسمياً اليوم. ومن المتوقع أيضاً ترشيح وزير الخزانة السابق في عهد كلينتون، لورنس سامرز، مستشاراً اقتصادياً في البيت الأبيض.
وفي تعيين آخر، اختار أوباما صديقه الحميم لسنوات ومدير الاتصال خلال حملته الانتخابية، روبرت غيبس (37 عاماً)، متحدثاً باسم البيت الأبيض. وغيبس رافق أوباما في كل تنقلاته خلال الحملة، وأسهم في وضع استراتيجيات الاتصال، ويعلق على تصريحاته باستمرار ويردّ على هجمات الجمهوريين، ويدافع عنه بشراسة.