يسعى باراك أوباما إلى شنّ حرب «مدروسة» على «القاعدة»، لذا يريد حل جميع أوجه النزاع في شبه القارة الهندية، ومن ضمنها أزمة كشمير المندلعة منذ عام 1947 بين الهند وباكستان
واشنطن ــ محمد سعيد
طلب الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، وضع دراسة بشأن تحقيق دفعة دبلوماسية جديدة لمنطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان في إطار رؤيته الخاصة بتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، في سياق إيجاد مخرج من الصراع الدامي الذي يدور منذ ثماني سنوات بفعل الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على هذا البلد.
وكشفت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن «أوباما سلم بأن باكستان لن يكون بمقدورها الوفاء بالتزامها الكامل بمحاربة المسلحين المناوئين لواشنطن في منطقة الحدود مع أفغانستان، حتى تسوية الأوضاع غير الآمنة مع الهند».
وكان أوباما قد ذكر خلال مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية الأسبوع الماضي أن «المحادثات بشأن كشمير ستكون من بين المهام الجسام للإدارة المقبلة في واشنطن»، ما يعني أن أوباما أخذ في الاعتبار آراء محللين أمنيين وجدوا أن مفتاح وقف المقاومة الأفغانية إنما يكمن في صراع القوى بين الهند وباكستان، ولا يمكن حلها من دون مدخل إقليمي.
من جهته، أكد الخبير في مركز «بلفر» للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد، إكسنيا دورماندي، أن هناك صعوبة بالغة لوضع أفغانستان على الطريق الإيجابي الطويل المدى من دون تخفيف حدّة التوترات الهندية ـــــ الباكستانية. ويتفق هذا الرأي مع وجهة نظر قائد القيادة المركزية، الجنرال دايفيد بترايوس، الذي أشار في حوار طاولة مستديرة مع هيئة تحرير «واشنطن بوست» في 15 من الشهر الجاري إلى أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار وضع الهند ونزاعها مع باكستان على كشمير من أجل إيجاد حلول مستديمة في أفغانستان.
ويُجمع محللون على أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق من خلال بناء معدل الثقة بين الهند وباكستان وتحرير إسلام آباد من خوفها التاريخي من نيودلهي بعدما خاض البلدان ثلاثة حروب من أجل كشمير على مدى أكثر من ستة عقود. ويرى هؤلاء أن أفضل وسيلة لدى الرئيس المنتخب لتحقيق ذلك هو التوصل إلى حل لمشكلة إقليم كشمير، المقسمة بين الهند وباكستان اللتين تدعي كل منهما أحقيتها فيها بأكملها. بل ذهب أوباما إلى ما هو أبعد من ذلك، بكشفه عن أنه تحدث مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ليكون مبعوثاً خاصاً في المنطقة. وقد حظي النبأ باهتمام خاص من جانب الهند وباكستان، واحتل صدارة الصفحات الأولى في الصحف الكبرى للدولتين.