واشنطن ــ محمد سعيدتميّز اللقاء الوداعي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، والرئيس الأميركي جورج بوش، بمحاولة الأول ردّ الاعتبار إلى صديقه، حين عبّر عن شكر إسرائيل له لتخليصها من القوة العراقية التي كانت «تشكل خطراً استراتيجياً» عليها إبان حكم نظام صدام حسين.
وبدا اللقاء بين رجلين آيلين إلى السقوط لافتاً، في وقت يعاني فيه أولمرت من تدنّي شعبيته وخسارته لزعامة حزبه ورئاسة الحكومة على خلفية فضيحة فساد مالي، بينما يعاني الآخر من تدني شعبيته أيضاً، وسط أزمة مالية واقتصادية كبرى لم تشهدها الولايات المتحدة منذ نحو ثمانين عاماً، إضافة إلى قيامه بتوريط بلاده في حربين ساهمتا في خسارة حزبه الجمهوري للبيت الأبيض والكونغرس.
وقال أولمرت، في تصريح مقتضب لدى استقباله في البيت الأبيض قبيل محادثاته الوداعية مع بوش، أول من أمس، إنه لن ينسى للرئيس الأميركي أنه أزال واحداً من «أكبر الأخطار الاستراتيجية» على إسرائيل، معتبراً أن «تدمير القوة العراقية كان أحد الإنجازات التي جعلت الحياة أفضل حالاً بالنسبة إلى إسرائيل وإلى كثير من جيرانها».
وقال أولمرت «لن ننسى أبداً أنك أزلت أحد أكبر التهديدات الاستراتيجية على الطرف الشرقي لإسرائيل، أي في العراق. لقد كان ذلك إنجازاً كبيراً حسّن حياة العديد من الناس في منطقتنا وخاصة لنا ولجيراننا».
كذلك أشاد أولمرت بعملية أنابوليس، التي أطلقها بوش في العام الماضي، قائلاً «لقد أطلقت أيضاً عملية أنابوليس التي أعتز بالمشاركة فيها».
وقال أولمرت «إن الإسرائيليين يشعرون بالعرفان لما فعله بوش من أجلهم، وإنه على يقين من أنه حين تخطّ كتب التاريخ فإن العديد من شعوب العالم سيقدّرون مدى المساهمات التي قدّمها بوش من أجل أمنهم وأمانهم».
أمّا بوش فقد ذكر من ناحيته أنه شهد وأولمرت الكثير من الأحداث، وأنه يؤمن بشدة بأن «إسرائيل ستستفيد من قيام دولة فلسطينية ديموقراطية تعمل من أجل السلام بجوارها».
وقال مخاطباً أولمرت «إن تلك الرؤية، السيد رئيس الوزراء، لا تزال حية والفضل إليك في ذلك»، مؤكداً أن رؤيته تلك «ما زالت قائمة بفضل أولمرت، وأنها حية وتحتاج إلى البناء عليها».
وأضاف «إن هناك شيئاً مؤكداً وهو أن أولمرت التزم بكلمته»، مؤكداً أهمية ذلك في السياسة العالمية.
في غضون ذلك، أجرى أولمرت مباحثات أيضاً مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ومع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي أقرّت في وقت سابق بعدم إمكان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيّين قبل نهاية حكم بوش.
وإلى جانب موضوع تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على مساريه الفلسطيني والسوري، تناولت المحادثات بين بوش وأولمرت ملف إيران النووي. وذكرت مجلة «تايم» الأميركية، على موقعها الإلكتروني، أن بوش «ربما حذّر إسرائيل من مغبّة القيام بعمل عسكري واسع النطاق ضد إيران خلال الأسابيع الأخيرة من إدارته». ونقلت المجلة عن مصدر مسؤول في قوات الاحتلال الإسرائيلي قوله إن «إسرائيل تلقّت تحذيراً من واشنطن بعدما لمّح مسؤولون عسكريون إلى أنهم ربما يقومون بعملية عسكرية استباقية ضد منشآت إيران النووية، قبل أداء الرئيس المنتخب باراك أوباما لليمين الدستورية في كانون الثاني المقبل».
وقال المسؤول الإسرائيلي «لقد تلقّينا تحذيراً بهذا الصدد».
وأوضحت المجلة أن هذا التحذير حمله مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إلى المسؤولين الإسرائيليين. كما تضمنت الرسالة الأميركية أيضاً تحذيراً من اقتحام قطاع غزة، وهو ما هدد به مراراً كل من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.