يبدو أن الصواريخ الإيرانية المتطورة التي بات معظمها من صنع محلّي وذا مدى طويل قد أصبحت هاجساً مخيفاً لإسرائيل ومن يقف خلفها. لعلّ ذلك يتجلّى من خلال مهمة الجواسيس الإيرانيين الذين يعملون مع «الموساد» الإسرائيلي
طهران ــ محمد شمص
كشفت طهران، أمس، تفاصيل جديدة عن شبكة التجسس التي تعمل لمصلحة «الموساد» الإسرائيلي، والتي اعتُقل أفراد منها أول من أمس في إيران، مشيرة إلى أنه تبيّن أن الهدف الأساس من وراء إنشائها هو جمع معلومات سرية عن الأنطمة الصاروخية الإيرانية، وبخاصة صواريخ «شهاب» و«سجّيل» البالستية.
وقال رئيس القضاة في طهران، سعيد مرتضوي، إن «الشبكة تتألف من ستة أفراد ألقي القبض على ثلاثة منهم ولا يزال ثلاثة آخرون فارين، لكن تحت السيطرة الأمنية». وأضاف «أنهم تلقوا تدريبات قاسية ومكثّفة في مدن هرتسليا وكيتسليا الإسرائيليتين، وخضع أفرادها لسبع عشرة دورة تدريبية لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات واستخدام كاميرات تصوير محترفة وحديثة وأجهزة كمبيوتر وبث فضائي».
وأشار المسؤول القضائي إلى أن «استخبارات الحرس الثوري عثرت بحوزة الجواسيس على عدد من المحافظ المجهّزة بأنطمة إرسال متطورة لإرسال الأفلام والتقارير بصورة مباشرة إلى الموساد في إسرائيل، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة ووثائق سرية وكاميرات صغيرة الحجم موضوعة بشكل خفي في أسفل المحافظ، الجواسيس أنفسهم لم يكونوا على علم بوجودها».
ولم يكشف رئيس القضاة عن هويات أفراد الشبكة أو جنسياتهم، لكنه أوضح أنهم اعتقلوا «بمجرد دخولهم الأراضي الإيرانية، وقبل أن يستطيعوا تنفيذ أي عمل إرهابي. وأضاف أنه «جرى تجنيدهم في قنصلية إحدى السفارات الإسرائيلية في الخارج»، مشدداً على أن المهمات «الموكلة إلى هؤلاء الجواسيس هي جمع المعلومات عن القوة الصاروخية الإيرانية ونسج العلاقات مع قادة من الحرس الثوري وتحديد منازلهم ومواقع عملهم».
وكان الإعلان عن كشف الشبكة قد جاء على لسان القائد العام لقوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، بخلاف العادة، حيث تعلن وزارة الاستخبارات هذه الأخبار. لعلّ ذلك يرجع إلى أن الحرس الثوري هو الهدف الأول والأهم في مهمة إسرائيل التجسسية. وقد يكون الردّ الإيراني على هذه الأنشطة التجسسية متمثّلاً في إعلان قائد البحرية في الحرس الثوري، الجنرال حسين سياري، عن مناورات بحرية واسعة في الخليج وبحر عمان خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي السياق (أ ف ب)، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن الولايات المتحدة لم تضغط على الدولة العبرية من أجل تجميد الخيار العسكري ضد إيران لوقف طموحاتها النووية.
وقال أولمرت، بعد لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض، أمس، إنه «تحدث طويلاً مع نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والرئيس (بوش) في شأن إيران». وأضاف أن «هناك تفهّماً عميقاً وأساسياً للتهديد الإيراني والحاجة إلى القيام بفعل يزيح هذا التهديد». وتابع «لا أتذكّر أن أي أحد في الإدارة (الأميركية)، حتى في الأيام الأخيرة، قد نصحني أو (نصح) أي مسؤول يمثّلني، بعدم القيام بأي عمل سنراه ضرورياً من أجل الأمن الأساسي لدولة إسرائيل، وهذا يتضمن إيران».
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، أنه سيزور قريباً جداً إيران للقاء نظيره محمود أحمدي نجاد من دون أن يحدد التاريخ أو أسباب هذه الزيارة.
وقال تشافيز، خلال مؤتمر صحافي، «ليس لدي تاريخ محدد، لكن عليّ أن أذهب في أقرب وقت ممكن. لديّ دين تجاه الرئيس الأخ أحمدي نجاد».