طالب الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، خلال لقائه أمس مع وفد مجلس الأمن الدولي، بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، مهدداً بإطلاق مفاوضات مع «طالبان» من أجل إيجاد حلول سياسية إذا لم يُستجب لطلبه.وقال المتحدث الرئاسي، هامايون حميد زاد، إن قرضاي أبلغ الوفد أن «بلاده بحاجة إلى معرفة المدة التي ستستغرقها الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في بلاده»، مضيفاً: «إذا لم نُعطَ فكرة واضحة عن طول المدة، فعندها لن يبقى أي خيار للحكومة سوى إيجاد حلول سياسية»، ومن ضمنها إطلاق حوار سياسي مع حركة «طالبان»، والفصائل المعارضة.
لكن حميد زاد شدّد، في الآن نفسه، على ضرورة بسط الحكومة الأفغانية سيطرتها على كل أراضيها، مشيراً إلى أن «وجود أراضٍ في جنوب أفغانستان وهلمند تحت سيطرة طالبان أمر غير مقبول به». ونقل عن قرضاي تجديد طلبه إلى القوات الدولية بالتوقف عن التسبب بقتل مدنيين خلال عملياتهم العسكرية ضدّ المسلحين والتركيز على قواعد المسلحين في باكستان.
وبعد لقائه مع مندوبي 15 دولة في مجلس الأمن، صدر بيان عن المكتب الرئاسي أعلن فيه أن أفغانستان «لا تأمل خيراً في مستقبل البلاد بسبب الأوضاع الأمنية الهشة». وأضاف أن «الرئيس يتفهم أن أفغانستان ملتزمة الحرب على القاعدة وطالبان الذين يتلقون أوامرهم من الخارج»، في إشارة إلى قواعد المتمردين في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية. وتابع: «لكننا سنتحاور مع هؤلاء الذين انضموا لأسباب مختلفة إلى المعارضة وليسوا ضدّ المؤسسة الأفغانية».
من جهة ثانية، أعرب قائد عمليات حلف شمال الأطلسي، جون كرادوك، عن أمله في أن يشجع تركيز إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على أفغانستان الدول الأعضاء في الحلف على إرسال المزيد من القوات إلى هناك. وأشاد، من مقره في مونس ـ بلجيكا، بنيات أوباما المتعلقة بإعادة التركيز على أفغانستان.
إلى ذلك، ذكرت السلطات الأفغانية أنها اعتقلت عشرة أشخاص هاجموا بمادة الأسيد تلميذات مدرسة جنوب أفغانستان. وأوضح مساعد وزير الداخلية محمد داود أن الموقوفين أفغان من «طالبان» وقد اعترفوا بالجرم، مشيراً إلى أن الأوامر صدرت عن عناصر من «طالبان» في الجانب الباكستاني.
في المقابل، نفى المتحدث باسم «طالبان»، يوسف أحمدي، أي صلة للحركة بالحادث، قائلاً إن «الحركة لن ترتكب أبداً عملاً جباناً كهذا ضد أطفال».
(أ ف ب، رويترز)