باريس ــ الأخبار«من يطرق الباب يسمع الجواب»، بهذا المثال علّق دبلوماسي أوروبي على قرار الصين إرجاء القمة المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي، الذي تمثله الرئاسة الفرنسية، في مطلع الأسبوع المقبل في ليون، وذلك في إشارة إلى أن «هذا التمرين غير الدبلوماسي» موجّه إلى رغبة الاتحاد الأوروبي استقبال الزعيم الروحي للتيبت، الدالاي لاما، في غدانسك (شمال بولندا) في السادس من الشهر المقبل.
وعبّر مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية للاتحاد، التي ستستمر حتى نهاية العام الجاري، عن «أسف الأوروبيين» للقرار الصيني.لكنه عاد ليؤكد أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «سوف يلتقي الدالاي لاما» كما هو مبرمج في السادس من الشهر المقبل.
ويرى البعض أن هذا التأجيل أخذ المسؤولين الأوروبيين على حين غرة، وخصوصاً أن الفرنسيين كانوا يستعدون للقمة الصينية ــ الأوروبيّة الحادية عشرة، التي يصفها مراقبون بأنها «استثنائية» في ضوء الملفات التي كانت ستطرح، من دون أن يمر في خلدهم إمكان «أن تنفذ الصين تهديداتها»، التي كانت قد أطلقتها في آب الماضي لدى زيارة الدالاي لاما إلى فرنسا، رغم تجنّب ساركوزي لقاءه.
في المقابل، علمت «الأخبار» من بعض المصادر المقربة من السفارة الصينية في باريس أن «قرار الإرجاء لم يفاجئ أحداً»، فيما قال بعض الصحافيين «إن أي ترتيبات وحجوزات لم تتّخذ مسبقاً»، ما يشير إلى أن قرار التأجيل كان «شبه منتظر». وسلطت التعليقات الأولية الضوء على «فرنسا وساركوزي» ووضعت الإلغاء في إطار «عملية شد الحبال التي سبق أن رافقت افتتاح ألعاب بكين الأولمبية»، وتردد باريس قبل «حسم مبدأ مشاركة ساركوزي في حفل الافتتاح».
إلا أن مصدراً دبلوماسياً رفيع المستوى أكد لـ «الأخبار» أن «الاتحاد ككل مستهدف لأنه منظم لقاء غدانسك»، في ذكرى مرور ٢٥ سنة على منح الرئيس البولندي السابق، ليش فاليسا، جائزة نوبل للسلام، والذي سيحضره الدالاي لاما، الذي تؤكد جميع المصادر أن «وجوده في لقاء رسمي مع زعماء أوروبا كان وراء غضب بكين».
وتقول مصادر الرئاسة الفرنسية إن «الكرة الآن باتت في ملعب الصين»، لأن السلطات في بكين كانت وراء التأجيل، «فعليها تحمل مسؤولياتها». ويضيف المصدر إن «الباب لا يزال مفتوحاً». ويفسر البعض «محاولة الترطيب» بأن زعماء الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم ساركوزي، لا يودون بأي حال من الأحوال «تفجير» العلاقات مع الصين، في الوقت الذي يسعون فيه إلى إنقاذ النظام المالي العالمي في ضوء الثقل المالي والاستيعابي للصين، التي لا يتردد البعض في وصفها بأنها «بيت مال أميركا»، وأهميّة الدور الذي يمكن أن تؤدّيه في هذا المجال.