طهران ــ محمد شمصاقتحمت إيران، أمس، الفضاء بتجربة ثانية بإطلاق صاروخ باسم «الباحث ــ 2»، فيما ارتفعت أعداد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم لديها إلى 5 آلاف جهاز.
وبحسب مسؤولين إيرانيين، فإن الصاروخ الجديد، الذي تسمّيه طهران «كاوشكر ــ 2»، عاد إلى الأرض بعدما أنهى مهمته بنجاح.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الصاروخ مخصّص لجمع وتسجيل المعطيات عن الفضاء الخارجي، ويتألف من ثلاثة أجزاء هي: منظومة حاملة ومختبر للأبحاث الفضائية وأجهزة للتدقيق في المعلومات.
وذكر مصدر إيراني أن «المختبر الفضائي يهدف إلى اختبار المناخ الفضائي وإجراء تجارب»، منوّهاً بـ«نجاح يعزّز الثقة والعزّة الوطنية»، ولا سيما مع «عودة القسم (المصمّم لذلك) إلى الأرض وهبوطه سليماً، ما يشكّل سابقة في إيران».
وهذه التجربة هي الثانية بعد إطلاق أول صاروخ فضائي «كاوشكر ــ 1» قبل أشهر، على أن يحمل لاحقاً أول قمر اصطناعي من صناعة إيران اسمه «الأمل».
ويعتقد خبراء في الصواريخ وعلم الفضاء بأن استخدام الوقود الصلب سهّل مهمة إرسال الصواريخ إلى الفضاء، كما عزز من قدرة ومدى الصواريخ الباليستية، ولا سيما بعد إعلان وزير الدفاع الإيراني، محمد علي نجار، أن صاروخ «سجيل»، الذي تمّت تجربته قبل أسبوعين، يعمل بالوقود الصلب. ويضيف الخبراء أن الوقود الصلب يعطي مدى أوسع لهذه الصواريخ يتجاوز خمسة آلاف كيلومتر.
وتفاخر طهران، بعد هذه التجارب، بانضمامها إلى نادي الدول المصنّعة لتكنولوجيا الصواريخ الفضائية، إضافة إلى كونها «أصبحت قوة إقليمية»، حسبما ذكر المرشد الأعلى للثورة علي الخامنئي، أمس، أمام قادة القوة البحرية.
في هذا الوقت، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، غلام رضا أغازادة، لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «ارنا»، «لدينا الآن 5000 جهاز طرد مركزي عامل»، مؤكداً أن «تعليق التخصيب النووي عبارة ليست في معجمنا».
ونقلت «ارنا» في تقرير لاحق عن أغازادة قوله إن إيران تخطط لمزيد من التوسع في محطة التخصيب في ناتنز (وسط إيران).
وفي السياق (أ ف ب، مهر، الأخبار)، قدّمت طهران احتجاجاً رسمياً إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تسرّب معلومات سرية عن عمليات التفتيش، خلافاً للقوانين الدولية والنظام الداخلي للوكالة، وذلك في رسالة بعث بها مندوب إيران لدى الوكالة نفسها، علي أصغر سلطانية، أمس، إلى مديرها العام محمد البرادعي.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت سعى، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن قبل يومين، إلى انتقال التعهد الأميركي بضمانة «الردع الاستراتيجي الإسرائيلي» إلى إدارة الرئيس المقبل، باراك أوباما.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهات إسرائيلية رفيعة تخشى من أن تُطالب واشنطن بفرض قيود على البرنامج النووي الإسرائيلي، إذا شرعت مستقبلاً في محادثات مع إيران بهدف لجم برنامجها النووي ووقف تطوير برامج نووية أخرى في الشرق الأوسط.
ووفقاً للصحيفة، فإن الخشية الإسرائيلية تأتي على خلفية تأييد الرئيس المنتخب باراك أوباما، ووزيرة خارجيته المرتقبة هيلاري كلينتون، لمبادرة نزع السلاح النووي في العالم أجمع. وبحسب «هآرتس»، يتوقع أن تحثّ الإدارة الأميركية الجديدة على مبادرات ضبط التسلّح في الشرق الأوسط.