Strong>يبدو أن اللقاء الثنائي بين الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ما هو إلاّ بداية لحلحلة التوترات الروسية ــ الأوروبية، والتي كانت محور البحث بين الطرفينبحث الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية، أمس، الوضع في القوقاز، وإمكان عقد معاهدة جديدة بشأن الأمن الجماعي في أوروبا، إضافة إلى قضايا التعاون الثنائي ومستقبل العلاقات على محوري «روسيا ـــــ الأطلسي»، وذلك بعدما كان مدفيديف قد شدّد على أن «العالم لن يعود مرة أخرى إلى الحرب الباردة، رغم وجود محاولات من جانب البعض لتقسيمه إلى شطرين». وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي مشترك مع مدفيديف، إن «سلامة أراضي جورجيا مسألة غير قابلة للتفاوض». وأضافت أنه ينبغي أن «يكون بمقدور البلدان أن تقرّر بحرية إن كانت تريد الانضمام الى حلف شمالي الأطلسي». ورأت أن من المبكر إعطاء أوكرانيا وجورجيا صفة المرشح الرسمي للانضمام الى الحلف الاطلسي.
وقبيل اللقاء مع ميركل، قال مدفيديف، خلال منتدى «حوار بطرسبورغ» في روسيا، الذي عقد بعنوان «روسيا وألمانيا في العالم المتعولم: الشراكة من أجل التحديث»، إن «العالم اليوم يواجه حالة يحاول فيها النفاق والحماقة، مع النزعة القومية العدوانية، كسب نقاط في الرأي العام العالمي».
وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسباني، خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو، أول من أمس، أكد مدفيديف، أنه «لا توجد بين موسكو وواشنطن خلافات رئيسية تستدعي نشوب حرب بينهما». وأشار إلى أن «روسيا ستنفّذ التزاماتها المتضمنة في خطة التسوية السلمية، ميدفيديف ـــــ ساركوزي، بما فيها سحب جنود السلام الروس من جورجيا»، قائلاً إن «عملية نشر 200 مراقب أوروبي في جورجيا شارفت على الانتهاء، بينما يباشر الجنود الروس التدريبات على التفاعل معهم».
ودخل مراقبو الاتحاد الأوروبي المنطقة العازلة التي تسيطر عليها روسيا حول إقليم أوسيتيا الجنوبية، تمهيداً لسحب القوات الروسية بحلول العاشر من تشرين الأول الحالي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «القوات سوف تستكمل عملية التسليم إلى مراقبي التكتل الأوروبي في المنطقتين العازلتين يوم العاشر من تشرين الأول».
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن «الحكومة ستخصص 3.13 مليارات دولار إضافية، في العام المقبل، لشراء أسلحة جديدة، ستعوّض جزئياً عن خسائر موسكو خلال الحرب القصيرة التي جرت في جورجيا».
هدوء الأجواء بين روسيا والغرب كان قد سبقه إعلان الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، لصحيفة «إزفستيا»، أول من أمس، أن «انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمالي الأطلسي قد يؤدي إلى نشر أسلحة نووية تكتيكية في أراضيهما، وإثارة سباق تسلّح جديد»، قائلاً إن «واشنطن والحلف يعملان على تحقيق تفوّق عسكري واستراتيجي على روسيا، من خلال توسيع حدود الحلف».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)