Strong>اتّفاق على خطورة طهران وخلاف بشأن العراق والأزمة الماليةمناظرة حامية وسريعة شبه خالية من الهفوات، خاضها المرشحان، الديموقراطي جوزيف بايدن، والجمهورية سارة بالين، لمنصب نائب الرئيس الأميركي. مناظرة أثبتت مجدداً ميل الكفة لمصلحة المرشح الديموقراطي باراك أوباما، بعدما تفوّق نائبه بأشواط على منافسته الجمهوريّة

واشنطن ــمحمد سعيد
خاض مرشحا نائب الرئيس الأميركي عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري في غالبيّة المواضيع الخلافيّة بينهما، خلال المناظرة الوحيدة التي جرت بينهما أول من أمس، فتطرّقا إلى زواج المثليين والحرب على العراق وأفغانستان وإيران، والانتشار النووي، والطاقة والضرائب، والسياسة الخارجية، إضافة إلى الأزمة المالية. 90 دقيقة أثبتت فيها سارة بالين قدرتها على الفوز بهذا المنصب، من دون أن تستطيع إطاحة جوزيف بايدن.
وكشفت ردود الأفعال الأولية عقب المناظرة، أن بالين فاقت التوقعات في أدائها، مع بقاء الأرجحية لبايدن. وأشار استطلاع للرأي، أجرته محطة التلفزة الأميركية «سي بي إس»، بالاشتراك مع شبكة «نوليدج» لاستقصاءات الرأي، إلى أن «46 في المئة يعتقدون أن بايدن فاز بهذه المناظرة مقابل 21 في المئة لبالين». فيما أشار استطلاع آخر أجرته محطة «سي إن إن»، إلى أن «48 في المئة رأوا أن بايدن هو الأجدر بمنصب نائب الرئيس مقابل 42 في المئة لبالين».
وسارع المعسكران الديموقراطي والجمهوري إلى إعلان فوز مرشحهما في المناظرة. وقال مدير حملة أوباما، ديفيد بلوف، «حقق بايدن انتصاراً واضحاً لأنه دافع بشغف عن التغيير في وجه الاقتصاد والسياسة الخارجية الكارثية في السنوات الثماني الأخيرة». ورأت مديرة الإعلام في حملة جون ماكاين، جيل هيزلبيكر، أن «بالين أثبتت أنها جاهزة للحكم في منصب نائب رئيس الولايات المتحدةورغم الحيّز الكبير التي اتخذته الأزمة الاقتصادية في المناظرة، فإن المرشحين ركّزا على المزايدة الإيجابية لكسب الرضى الإسرائيلي. وقالت بالين إن «حل الدولتين هو الأمثل للقضية الفلسطينية»، مضيفة إنه «يتعين التوصل إلى اتفاق سلام في نهاية هذا العام». وشدّدت على أن «هذا الأمر سيكون على قمة أجندة إدارتها وماكاين»، مؤكدة أن «إسرائيل هي أقوى وأفضل حليف لأميركا في الشرق الأوسط».
وقالت بالين إنهم «لن يسمحوا بمحرقة أخرى رغم تهديدات إيران أو أي دولة أخرى ضد إسرائيل». أما الوعد الأبرز، فكان إعلانها عن تعهدها وماكاين «بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس».
ولم يغب بايدن عن هذه المزايدة، قائلاً إنه «ليس للدولة العبرية في مجلس الشيوخ من صديق أفضل منه، وإنه لم يكن بأي حال لينضم إلى أوباما لو لم يكن هو الآخر يشاطره هذا الشعور». وأكد أن «سياسات بوش تجاه هذه القضية كانت فاشلة تماماً»، مهاجماً إصراره على «إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، التي عارضها أوباما، إذ أضفت الشرعية على حماس التي فازت بها».
وسخر بايدن من مزاعم بوش، بأن «زحف الحرية ماض على الدرب»، قائلاً إن «الزحف الوحيد الذي يمضي على الدرب هو الإيراني، الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من القنبلة النووية. وأصبح وكلاؤه في حزب اللّه يستحوذون على نصيب كبير من السلطة في لبنان».
وفي ما يتعلق بالحرب على العراق، تبادل بايدن وبالين الانتقادات، إذ قال الأول إن «استراتيجية أوباما للخروج من العراق هي الأكثر منطقية لناحية وضع جدول زمني منطقي لإعادة القوات، وتوفير خسائر تصل إلى 10 مليارات دولار شهرياً تتكبدها الولايات المتحدة». فيما رأت بالين أن سياسة الديموقراطيين بمثابة «رفع لراية الاستسلام وإحباط للجنود وتبديد للتضحيات التي قدمتها الولايات المتحدة».
وكان للأزمة المالية في الولايات المتحدة ثقلها في المناظرة، إذ دفعت بايدن إلى الاعتراف بأن «الأزمة قد تجبر أوباما على إعادة النظر في وعده بمضاعفة المعونات الخارجية إذا انتخب رئيساً للبلاد»، فيما استغلت بالين هذا التراجع لتؤكد أن «ماكاين لم يقطع على نفسه عهداً لا يستطيع الوفاء به للأميركيين». كما حاول المرشحان إظهار نفسيهما وكأنهما صوت الطبقة الوسطى التي تشعر بالقلق نتيجة انهيار الوضع الاقتصادي لبلادها.
وحاول بايدن التركيز على قضية التزام ماكاين بسياسة بوش حيال إسرائيل وأفغانستان وباكستان، مقابل تبرير بالين لمواقف المرشح الجمهوري، ووصف المواقف الديموقراطية بالضعيفة. إلّا أن ذلك لم يمنعهما من الاتفاق على خطورة إيران النووية وباكستان المضطربة على العالم وأمن الولايات المتحدة. كما أيّد كلاهما «منح المثليين جميع الحقوق التي خوّلها الدستور للأسوياء».
وسيلتقي الخصمان ماكين وأوباما وجهاً لوجه في المناظرة الثانية الثلاثاء المقبل في حرم جامعة بيلمونت في مدينة ناشفيل بولاية تنيسي.