بعد مرور أسبوعين على بدء مفاوضات الحكومة البوليفية مع معارضيها المناطقيين بشأن اقتسام الثروة والسلطة، جمّد الطرف الثاني التفاوض، بالتزامن مع توتّر إضافي طرأ على العلاقات الأميركية ــ البوليفية
بول الأشقر
قرّر رؤساء الولايات البوليفية الشرقية، تجميد التفاوض الجاري مع الحكومة في مدينة كوشابامبا منذ أسبوعين، «مؤقّتاً»، اعتراضاً على اعتقال عدد من مناصريها.
وتحدّث محافظ ولاية تاريخا، ماريو كوسيو، باسم زملائه كاشفاً عن قرار التوقف عن التفاوض، «لأنه يبدو أن هناك اتجاهاً راديكالياً في صفوف الحكومة يبحث عن قطع التفاوض ويهمه عودة العنف».
وفي الأيّام الأخيرة، اعتُقل خمسة أشخاص من مناصري المعارضة في سانتا كروز، بتهمة الاعتداء على قائد شرطة قبل شهر ونصف. وقد التحق المعتقلون الجدد بزملائهم الـ 15 الذين يتقدمهم محافظ ولاية باندو، بتهمة ارتكاب المجزرة التي أدت إلى مقتل 19 من أنصار الرئيس إيفو موراليس.
وروّجت بعض وسائل الإعلام المرتبطة بالمعارضة، وجود 6 جنود فنزويليّين قُتلوا في اشتباكات باندو، بينما نفت مصادر حكومية صحة هذه الشائعات لأنها «ليست إلا تلفيقات خرافية تتطلب إثباتات»، واضعة نفسها بتصرف أي لجنة تحقيق برلمانية.
وفي السياق، سحبت المعارضة فريقها المفاوض بعد اعتقال مواطن من تاريخا اتُّهم باحتلال حقل نفطي وبتفجير خطّ النقل في أحداث الشغب نفسها. وفيما تقول الأنباء الوافدة من كوشابامبا إنّ هذا التطور حصل مع اقتراب التفاوض من اتّفاق على الدستور الجديد، أشار وزير المكتب الرئاسي خوان رامون كينتانا إلى أن «الحكومة تأسف لأن تجمد المعارضة التفاوض لتغطية جرائم. نستغرب هذا التصرف ونجده مقلقاً». وجزم كينتانا ساخراً بأنه «لا علاقة لهذه الاعتقالات التي تصدر عن النيابة العامة بالمفاوضات إلا إذا كان أحد المحافظين متورطاً بدوره بتفجير خط نقل الغاز واليوم لا يوجد أي تهديد بحق أي محافظ إلا إذا كان هناك مبررات يعرفونها هم ويجهلها البوليفيون».
في هذا الوقت، رفض موراليس إعطاء إذن لطائرات تابعة لـ«فرع مكافحة المخدرات» الأميركي بالتحليق في المجال الجوي البوليفي. وكشف عن تلقّيه طلباً من الفرع قبل يومين، وأن سلطات بلاده رفضت هذا الطلب.
ويندرج رفض موراليس في سياق الأزمة التي تعيشها العلاقات بين واشنطن ولاباز، وهو ما عبّرت عنه الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بوقف التسهيلات الجمركية التي كانت تعطيها لبوليفيا، مبررة قرارها بـ«عدم التعاون في مكافحة المخدرات»، ما أثار قلق رجال الأعمال البوليفيين، حيث يقدر أن 40 في المئة من تصديرات بوليفيا إلى الولايات المتحدة، تستفيد من هذه التسهيلات.
وتزامن إعلان وقف هذه التسهيلات مع مرور أسبوعين على طرد السفير الأميركي فيليب غولدبيرغ من العاصمة البوليفية، على خلفية اتهامه بالتورّط في تحركات المعارضة.