10 مندوبين كبار يفصلون المرشّح الديموقراطي عن دخول البيت الأبيضلم تعد الأجواء الانتخابية في الولايات المتحدة على حالها. فتقسيمات الولايات حسب التصويت باتت مغايرة عمّا كانت عليه عام 2004. فالمرشح الديموقراطي بات متقدماً في معاقل الجمهوريين، مجبراً خصمه جون ماكاين على الدفاع عن «جنّات» كانت آمنة قبل أن يجتاحها تسونامي أوباما
يخوض المرشحان الديموقراطي، باراك أوباما، والجمهوري، جون ماكاين، مناظرة جديدة اليوم في جامعة بيلمونت في ناشفيل ــ تينيسي في ظل أجواء تعزّز من حظوظ الأول، الذي تمكّن حسب استطلاعات الرأي من الهجوم على الولايات الجمهورية مجبراً ماكاين على الانكفاء والدفاع عن ولايات عُرفت تقليديّاً بالتصويت لحزبه.
ويقول مدير حملة أوباما دايفيد بالوف «هناك الكثير من الدفاع الذي ينبغي على ماكاين خوضه». فالديموقراطي يحضّر لمعركة شرسة من أجل اجتياح 11 ولاية على الأقل صوتّت لجورج بوش عام 2004، ووصل طموحه إلى ولاية نورث كارولينا التي تمكّن بوش من الظفر بها متقدّماً على خصمه بـ13 نقطة، فتراه يُنفق ملايين الدولارات على الدعاية والإعلان فيها.
والولايات الـ11 هي : كولورادو (9 مندوبين كبار)، يتقدّم فيها أوباما بفارق 5 نقاط بحسب استطلاع أجراه موقع «ريل كلير بوليتيكس». وفلوريدا (27 مندوباً كبيراً) التي تشهد تقليدياً أشدّ المنافسات، فاز فيها بوش عام 2004 بفارق خمس نقاط، وعام 2000 حسمت نتيجة الانتخابات، وقد أعطى الاستطلاع الأخير لموقع «كينيبياك» تقدّماً لأوباما بفارق ثماني نقاط. أوهايو (20 مندوباً كبيراً)، لم يصل أي جمهوري إلى البيت الأبيض من دون الظفر بها. أعطى «ريل كلير بوليتيكس» تقدّماً طفيفاً لماكاين، لكن بحسب «كينيبياك» فإن أوباما يتقدّم بفارق ثماني نقاط. وميسوري (11 مندوباً كبيراً)، يتعادل فيها المتنافسان تقريباً بحسب «ريل كلير بوليتيكس». نيو مكسيكو (5 مندوبين كبار)، صوتّت لمصلحة آل غور عام 2000 لكنها اختارت بوش عام 2004، إضافة إلى نورث كارولينا وفيرجينيا وجورجيا وإنديانا وأيوا ونيفادا.
وحملة أوباما تواصل الانقضاض على هذه الولايات، فناخبو فلوريدا بدأوا أمس بتلقي بريد إلكتروني من أوباما يحذّرهم من خطة ماكاين الصحية. وفي نيفادا تركّز حملة أوباما على الأزمة العقارية، حيث لدى سكان الولاية أكبر معدّل رهن عقاري. وفي فيرجينيا، حيث لُسع السكان بأسعار الوقود، رفعت حملة أوباما شعار «بينما أنتم تفلسون، جمعت إكسون 4 مليارات دولار في شهر واحد»،
وقد أنفق الديموقراطي في فلوريدا خلال الأسبوعين الماضيين نحو 5.3 ملايين دولار على الدعاية التلفزيونية مقارنةً بـ 1.1 مليون دولار أنفقها ماكاين.
أما المرشح الجمهوري، فقد اقتصرت معركته على أربع ولايات ديموقراطية هي: بنسيلفانيا ونيوهامبشير وويسكونسين ومينيسوتا، كان ينوي المحاربة في ميتشيغين أيضاً، لكنّه قرّر الانسحاب الأسبوع الماضي بسبب الأزمة الاقتصادية التي تحمّل وزرها الجمهوريون انتخابياً، لكونهم حكام أميركا في الثماني سنوات الماضية.
في بنسلفانيا (21 ناخباً كبيراً)، يرى مساعدو ماكاين الفرصة الأفضل، فهي الولاية التي خسرها أوباما لمصلحة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية، لكن أوباما يتقدّم فيها بفارق 15 نقطة بحسب كينيبياك.
وفي استطلاع أجرته «نيويورك تايمز» أخيراً، يضمن المرشح الأسود ولايات تجمع 189 مندوباً، ويتمتع بوضع جيد في ولايات أخرى تجمع 71 مندوباً، أي ما مجمله 260 صوتاً، من أصل 270 صوتاً يحتاج إليها المرشح الرئاسي كي يظفر بالبيت الأبيض.
أما ماكاين، فيتقدّم بقوّة في ولايات تعدُّ 160 مندوباً، ولديه وضعية جيّدة في ولايات تعدُّ 40 صوتاً انتخابيّاً أو مندوباً أي ما مجموعه 200 مندوب.
ويتعادل الخصمان في ست ولايات تجمع 78 صوتاً انتخابياً هي: كولورادو وفلوريدا ونيفادا ونيو هامبشير وأوهايو وفيرجينيا.
وهكذا، فإن لدى أوباما حظوظاً أوفر من غريمه، ولا سيما إذا فشل ماكاين في الولايات التي صوتت للديموقراطيين عام 20004 مثل بنسلفانيا. ورغم تقدّم أوباما يبدو أن الجمهوريين متفاءلون، إذ يقول بيل ماكلينتيرف «أوباما لديه أموال أكثر من الله، وأفضل جوّ سياسي يمكن أن يتخيله، وأزمة مالية وثلاثة أسابيع من الانهيار في أسواق وول ستريت، وجلّ ما يحصل عليه هو 4 نقاط».
بالفعل الأجواء الداخلية والخارجية تصب لمصلحة أوباما، الخارج يريد التغيير في السياسة الخارجية الأميركية «الأُحادية» المتورّطة في الحروب، والداخل يعاني أزمة اقتصادية اندلعت منذ نحو عام، فضلاً عن مسائل أخرى يُشغل بها كالضمان الاجتماعي وسياسة الطاقة والضرائب. لكن كل شيء وارد في الأسابيع القليلة المقبلة وسيلجأ الطرفان إلى استخدام جميع أسلحتهما الفتاكة المشروع منها والمحرّم، ما من شأنه أن يؤثر في الناخب الأميركي «المتقلّب المزاج» ويدفعه إلى تغيير دفّة مركبه في اللحظة الأخيرة.
(الأخبار)