يواصل المرشح الديموقراطي، باراك أوباما، تعزيز تقدّمه على الجمهوري جون ماكاين الذي يستعدّ لوقف قوة دفع منافسه من خلال المناظرة التي تجري فجر اليوم في جامعة بيلمونت في ناشفيل ــــ تينيسي.وهذه المناظرة هي الثانية بينهما، وقبل الأخيرة المرتقبة في منتصف الشهر الجاري في همبستيد في ولاية نيويورك. ومن المفترض أنّ مناظرة اليوم شديدة الأهمية بالنسبة إلى ماكاين الذي تأثّر بالمصائب المتتالية لإدارة جورج بوش الجمهورية، وسيسعى من خلالها إلى بثّ روح جديدة في السباق بعدما تحوّل في الأسابيع الأخيرة لمصلحة أوباما.
وقال مدير استطلاع جامعة «كوينبياك»، بيتر براون، إن «ماكاين أمامه فرصة كبيرة في هذه المناظرة. عليه أن يغيّر الحركة الديناميكية ويجعل الناس تعيد النظر في أوباما».
وأطلقت حملة ماكين وابلاً من الهجمات على أوباما في الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب علاقاته بشخصيات مثل وليام آيرز الراديكالي الذي ذاع صيته في الستينيات، وكذلك القس المتشدّد جيريمياه رايت، ما يشير إلى أن مستشاري المرشح الجمهوري يريدون تحويل دفة المناظرة بعيداً عن الاقتصاد.
كما شكّك ماكاين، خلال حملة انتخابية في نيو مكسيكو، بقدرة منافسه قائلاً «من هو باراك أوباما الحقيقي؟». وردّت حملة أوباما بإعلان على الإنترنت وإرسال شريط مصوّر عبر البريد الإلكتروني تحت عنوان «ماكاين من صنع الأزمة الاقتصادية»، يشير إلى تورّط المرشح الجمهوري في فضيحة مدّخرات وقروض «كيتنغ فايف» التي وقعت قبل عقدين من الزمن في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، والتي كلّفت دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات. ويقول مدير حملة أوباما، دايفيد بالوف، إنّ التسجيل هدفه فضح ماكاين بالوثائق بعدما سبّبت أفعاله خلال العقود الماضية الأزمة المالية.
وحوّلت الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بالولايات المتحدة، وانهيار أسواق وول ستريت اهتمام الناخبين إلى الاقتصاد، وعزّزت من فرص أوباما. وأظهر استطلاع جديد للرأي نشرته شبكة «سي أن أن» و«أوبينيون ريسيرتش كوربريشن»، أول من أمس، أن 53 في المئة من المستطلَعين يؤيّدون أوباما في مقابل 45 في المئة لماكاين.
ويبيّن الاستطلاع أن الرئيس جورج بوش هو أحد أسباب تقدّم أوباما، إذ إن 24 في المئة من المستطلَعين فقط يؤيّدون أداء بوش، وهي أدنى نسبة مسجّلة بين استطلاعات الرأي التي نفذتها الشبكة. ويشير إلى أنّ بوش أصبح متعادلاً حالياً مع الرئيس ريتشارد نيكسون من حيث أسوأ تأييد له، كما أنّه يتقدّم بنقطتين فقط عن أسوأ نسبة تأييد لرئيس في التاريخ نالها هاري ترومان وبلغت 22 في المئة في شباط 1952.
(الأخبار، يو بي آي، أب، رويترز)