واشنطن ــ محمد سعيدفي إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمحاربة تنظيم «القاعدة» وجنّته الآمنة في المناطق القبلية الباكستانية، سعت واشنطن إلى إسقاط التجربة العراقية في محافظة الأنبار على تلك المناطق من خلال استقطاب رجال القبائل ودفعهم إلى خوض حرب بالوكالة على غرار مجالس الصحوة العراقية. هذه الخطة كان لها مخاطرها، لذلك استبعدت واستُعيض عنها بتنفيذ ضربات جوية داخل المناطق القبلية، لكن تقارير أميركية أخيرة كشفت عن أنّ واشنطن عادت ونفّذتها من خلال الحكومة الباكستانية.
وذكرت تقارير صحافية أن السلطات الباكستانية، بدعم من الولايات المتحدة، تمكنت خلال الأشهر القليلة الماضية من استنساخ تجربة قوات الاحتلال في العراق بتأليف مجالس الصحوات لمحاربة المتمرّدين من حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في منطقة القبائل متمثلة بميليشيات خاصة تتكون من رجال القبائل المحلية.
وأشارت التقارير إلى أنّ حكومة إسلام آباد رعت هؤلاء «المتطوعين» من رجال القبائل، وقدمت الحوافز المالية لهم، وقد بدأوا عملياتهم في مقاطعات باجور وخيبر وكورام وموهماند وهانجو التي تقع على الحدود الباكستانية ـــــ الأفغانية، لمواجهة بقايا مسلّحي طالبان الباكستانية بعدما دمر الجيش معاقلهم خلال الأسابيع الماضية.
وأعلن رجال قبائل شينواري في منطقة خيبر وماموند وسلارزاي في منطقة باجور، إحراق ثمانية منازل للمسلّحين. وأثارت هذه العمليات مخاوف مراقبين من اندلاع حرب قبلية ـــــ قبلية قد لا تتمكن الحكومة من وقفها وتكون باكستان هي ضحيتها الأولى.
وفي السياق، طلبت السلطات الباكستانية من نحو 60 ألف لاجئ أفغاني مغادرة منطقة باجور القبلية الحدودية حيث يتواجه الجيش مع مسلّحي «طالبان» و«القاعدة» منذ أكثر من شهرين. وقال المسؤول الحكومي عبد الحسيب: «عملاً بأوامر وزارة الداخلية، اتخذنا إجراءات فاعلة ضدّ اللاجئين الأفغان الذين لم يغادروا المنطقة بعد». وكانت السلطات الباكستانية قد منحت اللاجئين مهلة حتى الأحد للعودة إلى بلادهم ومغادرة باجور.
وأوضح عبد الحسيب أن غالبية اللاجئين غير شرعيين بعدما عبروا الحدود التي تتعذّر مراقبة نقاط كثيرة فيها. وأضاف: «إن معلومات أفادت بأنهم متورطون في أعمال مسلّحة أو تهديد اجتماعي، لذلك طُردوا».
وغادر قرابة 30 ألفاً من أصل تسعين ألف لاجئ المنطقة قبل الموعد النهائي الذي حددته السلطات.
إلى ذلك، يقوم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي يوم الجمعة المقبل بزيارة تستمر يوماً واحداً للعاصمة الباكستانية، حيث يجري محادثات مع كبار المسؤولين.