كما كان متوقّعاً، مدّد البرلمان التركي أمس، في جلسة لم ترفع قبل 4 ساعات من بدئها، تفويض القيام بمهام عسكريّة داخل الأراضي العراقيّة إلى الجيش، لضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني. تصويت تزامن مع خسارة جديدة تكبّدتها تركيا، حيث قتل 7 جنود ورجال شرطة، 5 منهم في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق البلاد، وهي معقل «العمال الكردستاني».في هذا الوقت، بدا رئيس الحكومة التركيّة رجب طيب أردوغان متردّداً حيال فكرة إقامة جيشه منطقة عازلة داخل أراضي كردستان العراق، رغم أنه لم يستبعد تنفيذ الخطّة.
وخلال مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره التشيكي ماريك توبولانيك في أنقرة، ردّ أردوغان على مطلب المعارضة باجتياح الأراضي العراقيّة وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع العراق، باتهامها بجهل المنطقة الحدودية «الشاسعة جداً»، تاركاً التقدير الدقيق لمدى الحاجة إلى هذا الخيار للقيادة العسكريّة «القادرة أكثر من السياسيين على اتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن».
ورغم تشديده على ضرورة دراسة الجدوى الكاملة من إقامة مثل هذه المنطقة، عاد وجزم بأنه «إذا تأكّدنا من جدوى هذا الخيار، فإنّ الحكومة لن تتردّد في السير به».
في المقابل، حمل يوم أمس أنباءً غير سارّة لأنقرة، فقد سقط جنديان من جيشها في الاشتباكات الدائرة منذ يوم الجمعة الماضي على الحدود العراقية مع المقاتلين الأكراد، كذلك استهدف مجهولون، كشفت قناة «سي أن أن تورك» عن أنتمائهم إلى «العمال الكردستاني»، حافلة للشرطة، أكّد التلفزيون أنها كانت تقلّ طلاب مدارس في مدينة ديار بكر، ما أدّى إلى مقتل ضابط شرطة و4 من عناصره، وجرح 23 آخرين.
وفي البرلمان، حضر 529 نائباً من أصل 550، وافق 511 منهم على التفويض إلى الجيش شنّ عملياته داخل البلد الجار لعام جديد، علماً بأن التفويض الحالي ينتهي في 17 من الشهر الجاري.
وبموجب نصّ التفويض، فإنّ «الحكومة هي من يحدّد موعد أي اجتياح بري للحدود العراقية وحجمه ونوعيّته». ونقلت قناة «أن تي في» التركيّة عن الرئيس عبد الله غول قوله بعد التصويت، إنّ التفويض سيُستخدَم حصراً ضدّ مواقع محدّدة. ولم يصوّت ضدّ التفويض سوى 18 نائباً، يُرَجَّح أن يكونوا من نواب حزب «المجتمع الديموقراطي» الكردي.
في المقابل، فإنّ المعارضة أيّدت المشروع، رغم أنّ المتحدّث باسمها، رئيس حزب الشعب الجمهوري دينيز بايكال، حمّل الحكومة و«ضعفها في محاربة الإرهاب»، مسؤوليّة سقوط الجنود الـ17 يوم الجمعة الماضي في موقع «أق توتون».
وستكون الأنظار منصبّة اليوم على جلسة لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن المركزي، الذي يضمّ كبار ضبّاط الجيش والوزراء، حيث سيُصَوّت على «خريطة طريق لمكافحة الإرهاب الكردي»، تقدّم بها أردوغان.
(الأخبار)