المعركة الانتخابية الأميركية وصلت إلى خواتيمها. ثلاثة أسابيع تفصل المرشحين عن يوم الاقتراع ونتيجته، التي ستحدّد هوية ساكن البيت الأبيضترتفع حرارة معركة انتخابات الرئاسة الأميركية مع اقتراب موعدها بعد نحو ثلاثة أسابيع، ويظهر ذلك من خلال الأموال التي تضخّها الماكينة الديموقراطية وفي شدّة الاتهامات بين الطرفين.
وذكرت تقارير إعلامية أول من أمس أنّ حجم الإنفاق الانتخابي على الدعاية والإعلام للمرشح الديموقراطي، باراك أوباما، بلغ ما يزيد على 3.3 ملايين دولار يوم الاثنين الماضي وحده، أي أكثر بثلاثة أضعاف مما فعل منافسه الجمهوري، جون ماكاين، الذي أنفق في اليوم نفسه 900 ألف دولار.
وإذا استمر إنفاق الحملة الديموقراطية بهذه الوتيرة، فسيبلغ نحو 90 مليون دولار خلال يوم الانتخابات. هذا الفارق سمح لأوباما في أن ينفق في ولايات أكثر من منافسه، وسمح له بالتواصل أكثر مع الناخبين، وهو ما تترجم عملياً من خلال تقدّمه في استطلاعات الرأي.
واشتدت حدّة المعركة الانتخابية بعد المناظرة الثانية بينهما وبلغت حدّ تبادل الاتهامات باللجوء إلى سياسات «الشوارع» غير الأخلاقية والتحريض على الفساد. واتهم المرشح لمنصب نائب الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، في حشد انتخابي في تامبا في فلوريدا، ماكاين بشن حملة ترويع بإعلاناته التي يتساءل فيها عمن هو أوباما. واتهم الجمهوريين بتشويه سمعة أوباما واتباع سياسات «الشوارع» للوصول إلى أعلى منصب في البلاد.
وهاجم بايدن أيضاً السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش التي تقول: «أطلق النار أولاً ثم استفسر بعد ذلك»، مضيفاً: «كلامي واضح، سننهي هذه الحرب (في العراق)». أما ماكاين، الذي شارك مع نائبته سارة بالين في حشد انتخابي في بنسلفانيا، فقد اتهم أوباما وزملاءه الديموقراطيين في الكونغرس بتأييد سياسات أدّت إلى أزمة الديون والقروض الحالية. لكن بعض الحضور تصدّوا له وأخذوا يردّدون: «كاذب كاذب».
إلى ذلك، حذّرت بكين المرشحين الرئاسيين من دعم استقلال تايوان، مشيرة إلى أنّ خطوة من نوع كهذا ستعقّد العلاقات الأميركية ـــــ الصينية، وذلك بعدما علمت الصين أن المرشحين دعما صفقة أسلحة إلى تايوان بقيمة 6.5 مليارات دولار.
وقال وزير الخارجية الصيني، كين غانغ، إن «قضية تايوان مسألة مركزية في العلاقات الصينية ـــــ الأميركية»، مضيفاً أن «ثلاثين عاماً من العلاقات الثنائية أثبتت أنه حين يسير التعاطي مع القضية التايوانية بشكل مناسب، تتطور أسس العلاقات بشكل أفضل، وعند العكس تواجه العلاقة تراجعاً وتعقيداً».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)