واشنطن ــ محمد سعيدأكّد التقويم الاستخباري الأميركي الجديد أنّ الوضع الأمني في أفغانستان يستمرّ في التدهور إلى حدّ «الانزلاق نحو الهاوية»، مشكّكاً في قدرة الحكومة الأفغانية على التصدّي لحركة «طالبان»، ما من شأنه أن يعجّل انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وأشارت مسودة التقرير، الذي يتوقع صدوره بُعيد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل، إلى أن الانهيار فى السلطة المركزية في كابول تسارع بسبب الفساد المستشري في حكومة الرئيس حميد قرضاي، وبسبب زيادة هجمات المسلّحون من باكستان.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ التقويم الاستخباري هو الأول منذ استعادة «طالبان» لزمام الأمور فى بداية عام 2006 وسيكون الأكثر شمولاً وبمثابة حكم قاسٍ على إدارة جورج بوش.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن التقويم يصل إلى استنتاج مفاده أنّ معظم المشاكل التي تعانيها أفغانستان هي من صنع الأفغان أنفسهم، فضلاً عن هجمات «طالبان». وأضافوا أن «التقرير يعدّد المكاسب التي تحققت في بناء الجيش الأفغاني، إلا أنه يشير أيضاً إلى ما يصفه بالتأثير السيئ لتجارة المخدرات التي يقدرها البعض بنحو 50 في المئة من حجم الاقتصاد الأفغاني».
وقالت مصادر مطلعة إنّ مستشار الرئيس الأميركي لشؤون العراق وأفغانستان، دوغلاس لوت، أبلغ مسؤولي الاستخبارات في وزارتي الدفاع والخارجية ضرورة التركيز على مسائل أساسية عن ما هي الأهداف الأميركية في أفغانستان، وما الذي تأمل واشنطن تحقيقه، وما هي مواردها وماهية دور حلفائها، وما هي حدود معرفة الولايات المتحدة بواقع عدوّها في أفغانستان في ضوء الضعف الذي تتسم به حكومتا أفغانستان وباكستان في الوقت الراهن؟
والتقويم الاستخباري يعكس اتفاق أجهزة الاستخبارات الأميركية الـ16 المنضوية تحت مظلة مجلس الاستخبارات القومي الذي يتولى إدارته مايك ماكونيل، ويأتي بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها كل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس لأفغانستان والتي أعربا بعدها عن تشاؤهما من الوضع.
من جهة ثانية، أشارت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة في طريقها إلى الانسحاب من العراق بصرف النظر عن المرشح الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية.
وقالت إن «المرشح الديموقراطي باراك أوباما يقدّم خطة الانسحاب الأسرع والأكثر تحديداً، لكن منافسه جون ماكاين لن يكون بوسعه الاحتفاظ بعدد كبير من القوات هناك لفترة طويلة». وأضافت: «من دون انسحاب كبير من العراق، لن يكون بوسع البنتاغون أن يحتفظ بقوات كافية للقتال في أفغانستان، حيث ستكون الولايات المتحدة عرضة لخطر خسارة الحرب الحقيقية على الإرهاب ضدّ القاعدة وطالبان».