واشنطن، بغداد ــ الأخبارطوّرت واشنطن اتّهاماتها الموجّهة ضدّ إيران على خلفية معارضة طهران لتوقيع الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية؛ فقد اتهم قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال ريمون أوديرنو، إيران، بأنها تحاول رشوة أعضاء مجلس النواب العراقي لمنع توقيع الاتفاقية. ورأى أوديرنو، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نُشرَت أمس، أنّ طهران «تعمل علانيةً وسراً لتقويض الاتفاقية التي تحتاج إلى مصادقة ثلثي أعضاء مجلس النواب العراقي لتصبح سارية المفعول». وقال أوديرنو «تصلنا تقارير عن أشخاص يدفعون أموالاً إلى النواب للتصويت ضدّ الاتفاقية، لا أملك دليلاً محدداً على صحة هذا الأمر، لكن تقارير استخبارات كثيرة تفيد بأن هذا النشاط يمارس بالفعل».
على صعيد آخر، أوضح رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ما قصده عند خروجه من لقائه بالسيد علي السيستاني قبل يومين، حين قال إنّ «عقبات كبيرة لا تزال تعرقل توقيع الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية». ففي مقابلة نشرتها صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس، لفت المالكي إلى أنه لا يرى توقيعاً للاتفاقية «في المستقبل القريب» بسبب عقدة الحصانة التي ستعطى للجنود الأميركيين والمتعاقدين معهم. وفي تلويح مبطّن، قال المالكي «إذا تجاوب الأميركيّون مع مطالبنا، فسيكون بإمكاننا توقيعها قريباً. أما في حال عدم استجابتهم، فقد تؤدّي العقبات الحقيقية إلى رفض البرلمان للاتفاقية، والذي من دونه لا يمكن إبرامها».
وعن المعارضة التي تلقاها الاتفاقية من جانب طهران، كشف المالكي عن أنّ إيران ليست الوحيدة من دول الجوار التي ترفضها، بل تشترك في رفضها السعودية وسوريا «لأنهم يخشون أن تكون بنود الاتفاقية موجّهة ضدهم».
وعن وجود القوات البريطانية في بلاده، أشار المالكي إلى أنّ هذه القوات «لم تعد ضرورية بالنسبة إلى الأمن في العراق كقوة مقاتلة». كذلك انتقد الاتفاق الذي أبرمته القوات البريطانية في العام الماضي مع «جيش المهدي»، محمّلاً إياها جزءاً من المسؤولية في سيطرة الميليشيات على البصرة «بعدما تخلّفت عن مواجهتها».
إلى ذلك، دعا التيار الصدري إلى تظاهرة «مليونية» ستُنظَّم في بغداد في 18 من الشهر الجاري ضدّ «الاحتلال الأميركي». وقال رئيس الهيئة الاجتماعية في التيار الصدري الشيخ حازم الأعرجي إنّ «التظاهرة السنويّة التي كان من المقرّر إجراؤها في التاسع من نيسان الماضي، في الذكرى السادسة لسقوط بغداد، ستجري في 18 الشهر الجاري».
وكشف الأعرجي أنّ «التظاهرة مركزية وقد استحصلنا على موافقة الحكومة على تنظيمها».