قبل حوالى ثلث قرن، استولى الجنرال الأرجنتيني خورخي فيديلا على السلطة في إحدى أبشع صفحات عرفتها القارة اللاتينية، مدشناً حكماً يمثل نموذجاً من إرهاب الدولة. لكن بعد عودة الديموقراطية قبل 22 سنة، حوكم فيديلا بالسجن المؤبّد لمسؤوليته في الأحداث التي كلّفت الأرجنتين 30 ألف قتيل ومفقود، وبدأ بتنفيذ عقوبته في ثكنة عسكرية. وبعد 5 سنوات من الاعتقال، عفا عنه الرئيس كارلوس منعم. إلاّ أن بعض عائلات المفقودين، نجحت قبل 10 سنوات في إعادته للمثول أمام القضاء، وهذه المرة ليس بسبب الجرائم التي نال العفو عنها ولكن بسبب سرقة رضّع (وهي جريمة مستمرّة لم يشملها العفو). وكان النظام العسكري الأرجنتيني قد وزّع أطفال المناضلين السياسيين المولودين في المعتقل على عائلات عسكرية بعد تصفية أهلهم. محاكمة كانت نتيجتها قراراً بتحويل عقوبة السجن إلى إقامة جبرية.في نهاية المطاف، عاد سفّاح بوينس آيرس (83 عاماً) الى السجن، بعدما رأى قاض جديد أنه ليس من مبرر لتمضية عقوبته في البيت.
(الأخبار)