Strong>تجري مساء اليوم المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة بين باراك أوباما وجون ماكاين، وسيحاول الأخير من خلالها كبح جماح المرشح الديموقراطي والعودة إلى قلب المعركة بعدما تمكّن المرشح الأسود من التقدّم بقوّةلجأ المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية، جون ماكاين، إلى إطلاق اقتراح اقتصادي جديد يستهدف الطبقة المتوسطة كي يحيي آماله في المنافسة في انتخابات الرئاسة التي ستجري بعد أقل من ثلاثة أسابيع، في وقت لا يزال فيه منافسه الديموقراطي، باراك أوباما، يتقدّم بصورة مطّردة في استطلاعات الرأي.
وأمام اندفاع أوباما، كان لا بدّ لماكاين من أن يتحرّك لإنقاذ حملته الرئاسية، فقرّر تقديم خطة اقتصادية بديلة. وكشف، في بيان صحافي، عن سلسلة تدابير موجّهة إلى المتقاعدين والمدخرين والملاكين لمساعدتهم على مواجهة الأزمة الاقتصادية. وتتضمن الخطة خفوضات ضريبية للمسنين. كذلك تدعو إلى «تعليق التنظيمات الضريبية التي أرغمت كبار السن على بيع أسهمهم وسط الأزمة المالية».
وبالنسبة إلى المدخرين، يدعو ماكاين إلى «زيادة الخفوضات للأشخاص الذين اضطروا للبيع بخسارة» و«خفض الضرائب على مداخيل عام 2009 و2010». واقترح كذلك خفض الضرائب بنسبة 10 في المئة على الأرباح لعامي 2008 و2009.
وقال المتحدث باسم حملته، تاكر بوند، إنّ الاقتراح «يخاطب الأزمة المالية والاقتصادية الحالية، ويتوجّه خصوصاً إلى أكثر المتضررين من العمال وأصحاب المنازل، المدخرين وكبار السن».
واعتمد ماكاين، في معركته الانتخابية أخيراً، على استراتيجية جديدة قائمة على تخفيف الهجمات القاسية على أوباما، وفي الوقت نفسه انتقاد السياسة الاقتصادية لجورج بوش في خطوة تهدف إلى فك ارتباطه بالإدارة الجمهورية وتقديم مقاربة مختلفة. وقال، خلال حملة في ولاية فيرجينيا، التي اعتادت منذ عام 1964 التصويت للجمهوريين: «لا يمكننا أن نمضي السنوات الأربع المقبلة كما أمضينا السنوات الثماني الماضية. الوقت متأخر، ومشاكلنا تسوء، وأعداؤنا يراقبون. علينا أن نتصرف مباشرة، وأن نغير الاتجاه الآن. علينا بالقتال».
كذلك، أجرى المرشح الجمهوري حملة انتخابية في نورث كارولينا، التي لم تصوت للديموقراطيين منذ عام 1976. لكن يبدو أن الوضع حالياً مختلف مع ارتفاع عدد الناخبين الديموقراطيين في الولاية.
خطوة ماكاين الاقتصادية جاءت ردّاً على الخطة الاقتصادية التي تقدّم بها منافسه أول من أمس ومثّلت ضربة قاسية له، إذ اقترح خطوات مباشرة لمعالجة الأزمة الاقتصادية الأميركية تتضمن توقفاً اختيارياً لمدة 90 يوماً عن إرسال الإنذارت بشأن دفع أقساط المنازل من بعض المصارف، إضافة إلى قطع الضرائب لمدة سنتين عن المصالح التي تخلق الوظائف.
كذلك اقترح السماح للناس بسحب مبلغ 10 آلاف دولار من حسابات تقاعدهم من دون أي ضريبة للعامين المقبلين، إضافة إلى إنشاء صندوق فدرالي للقروض المقدّمة إلى الولايات والمدن الأميركية التي تواجه صعوبات نتيجة انخفاض عائدات الضرائب التي يُخشى أن تقود إلى ركود طويل وعميق.
كذلك تتضمن خطة أوباما الاقتصادية خفض الضرائب على ذوي الدخل الذي لا يتعدى 200 ألف دولار، وهؤلاء يمثّلون 95 في المئة من أصحاب الدخل. وقال، خلال مهرجان انتخابي في توليدو ـــــ أوهايو، إنّ الخطة الاقتصادية التي يقترحها يمكن أن تدخل حيز التنفيذ سريعاً، عبر التنظيمات الحكومية أو من خلال تشريعات الكونغرس بعد الانتخابات الرئاسية. وقال: «أقترح عدداً من الخطوات التي ينبغي أن نتخذها فوراً لإعادة الاستقرار إلى نظامنا المالي، وتوفير راحة العائلات والمجتمع ومساعدة أصحاب المنازل المرهونة»، مضيفا أنّها خطة تبدأ من كلمة واحدة تدور في ذهن كل واحد منا وتلفظ بـ J-O-B-S أي وظائف».
واستناداً إلى مركز سياسة الضرائب غير الحزبي، فبحسب توجه أوباما، إن أغنى 1 في المئة من دافعي الضرائب سترتفع معدلات ضرائبهم بنسبة 93.709 دولاراً عام 2009، وبحسب توجّه ماكاين معدّلات الضرائب ستنخفض بنسبة 48.860 دولاراً للفئة نفسها.
وأظهر استطلاع أخير للرأي لجامعة «كينيبياك» بالتعاون مع «وول ستريت» و«واشنطن بوست» أنّ أوباما لا يزال محافظاً على موقعه في المقدّمة، كذلك تمكّن من التقدّم في أربع ولايات أساسية على خصمه الجمهوري بنسبة 54 في مقابل 51 في المئة.
وكشف الاستطلاع أنّ المرشح الديموقراطي يتفوق على منافسه في كل من كولورادو (52 مقابل 43 في المئة) وميتشيغين (54 مقابل 38) ومينوسيتا (51 مقابل 40) وويسكونسين (54 مقابل 37). وأشار إلى أنّه تمكّن، للمرّة الأولى منذ بداية الانتخابات العامة، من التفوق على منافسه بين الناخبين البيض في الولايات الأربعة. ولفت الاستطلاع إلى أنّ الأرقام العالية التي يسجّلها أوباما تعود إلى خطته الاقتصادية وتفوقه في المناظرة الثانية التي جرت في الرابع من الشهر الجاري.
(الأخبار، أ ب)


هل تحسمها أوهايو مجدّداً؟فالأرقام تشير إلى أنّ أي رئيس أميركي منذ عام 1944 لم يصل إلى البيت الأبيض من دون الفوز بأصوات ناخبي أوهايو باستثناء عام 1960 حين فضلوا الجمهوري ريتشارد نيكسون على الديموقراطي جون كينيدي.
وقد بدّلت هذه الولاية انتماءها السياسي مرّات عديدة. وفي 2004، حسمت وحدها نتائج الانتخابات لمصلحة جورج بوش في مواجهة الديموقراطي جون كيري بفارق لم يتعد 119 ألف صوت.
وتقع مدينة يانغستاون ـــــ أوهايو في قلب ما يطلق عليه اسم «حزام الصدأ» وهي منطقة تزخر بالمصانع التي كانت تقدّم في الماضي لملايين العائلات مستوى معيشياً شبيهاً بمستوى الطبقات الوسطى، غير أن معظمها مهجور اليوم،. وحظي الديموقراطيون لفترة طويلة بتأييد كبير وثابت بين هؤلاء العمال الذين كان العديدون منهم ينتمون إلى نقابات، قبل أن ينجح الجمهوريون في اجتذابهم باعتمادهم مواقف محافظة في مواضيع اجتماعية مثل الإجهاض وزواج مثليي الجنس.
غير أن الناخبين الذين انتقلوا إلى الحزب الجمهوري قد يعودون مجدّداً إلى تأييد الديموقراطيين، مدفوعين إلى ذلك بالأزمة الاقتصادية التي أدت إلى حجز عشرات آلاف المنازل في هذه المنطقة.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن المرشح الديموقراطي يتقدّم على منافسه الجمهوري في هذه الولاية بحوالى 3.5 نقاط.
(أ ف ب)