على وقع ارتفاع حصيلة قتلى الجيش التركي في مواجهاته مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، برز تأكيد حكومة بغداد استعدادها لاستقبال الرئيس عبد الله غول قريباً. فهل يزور أربيل؟تكبّد الجيش التركي، أمس، خسارة جديدة عندما قُتل له 4 من جنوده على يد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، خلال اشتباكات بين الطرفين، في محافظة هكاري في جنوب شرق تركيا. كما أعلن المقاتلون إسقاط مروحيّة عسكريّة تركية، قُتل قائدها، بينما أكّد الجيش أنها سقطت بعد عطل فنّي أصابها. وجُرح 15 عسكرياً، بينهم جنرال، كانوا على متن المروحيّة قبل سقوطها في محافظة سيرناك، علماً بأنها كانت متّجهة لدعم القوات البرية التي قُتل منها العسكريون الأربعة على الجهة التركية من الحدود العراقية.
في هذا الوقت، وُضعت الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عبد الله غول إلى العراق، على نار حامية، في ظلّ تأكيدها رسمياً على لسان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ. وكانت صحيفة «ملييت» التركيّة سبّاقة في نشر خبر الزيارة المرتقبة، التي ستحصل وفقاً للصحيفة في الشهر الجاري لا قبل نهاية العام، على حدّ ما أشار إليه الدباغ. وقال الدباغ «من أهم الأمور التي ستناقش، إذا ما حصلت الزيارة، موضوع حزب العمال الكردستاني والأمور الأخرى التي تخص العلاقات الثنائية بين البلدين». غير أنّ غول أضفى نوعاً من الغموض على احتمال زيارته عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل. فقد نفى تلقّيه دعوة من حكومة الإقليم لافتتاح مطار أربيل الدولي، وهو نوع من ردّ على ما نشرته «ملييت» قبل 3 أيام.
ورغم نفيه تلقّيه الدعوة، فقد أثارت أنباء احتمال زيارة غول ردود فعل إيجابية وسط القيادات الكردية العراقيّة وعلى صعيد مواطني الإقليم، بعكس ما حصل في أوساط أحزاب المعارضة التركيّة التي ندّدت بالزيارة المحتملة فور نشر نبأها.
وكان اللقاء الأول الذي يجمع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، ووفداً رسمياً تركياً، قد حصل قبل يومين في بغداد لا في أربيل، رغم أنّ تقارير صحافيّة تركية سبق أن رجّحت حصول اللقاء فيها توطئة لقدوم غول.
إلى ذلك، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي أجرياه أول من أمس، الوضع الأمني على الحدود المشتركة بين بلديهما، و«سبل إنهاء التهديد الذي يمثّله حزب العمال الكردستاني عليهما»، وفق ما أوضحه الدباغ. كما كشف المتحدث الحكومي عن اقتراح تقدم به المالكي لتفعيل عمل اللجنة الثلاثية العراقية ــــ التركية ــــ الأميركية التي أُلّفت العام الماضي لإنهاء الأعمال المسلّحة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني.
(الأخبار، أ ب)