Strong>«واشنطن بوست» تُعلن تأييدها له... وماكاين يواسي نفسه بالمزاح باراك أوباما في وضع جيّد جداً. شعبيته في تقدّم مطّرد. مبايعات جديدة آخرها من صحيفة «واشنطن بوست». حملات دعائية استثنائية. الهجوم على معاقل خصمه. كلها معطيات ستدفع الجمهوريين إلى الاستسلام أو اعتماد اللعبة الصفرية بتوجيه ضربة قاضية، على الأرجح خارجية لتحوّل الأنظار

واشنطن ــ محمد سعيد
مع تقدّم الزمن إلى موعد الانتخابات الرئاسية العامة، تزداد حظوظ المرشح الديموقراطي باراك أوباما بالفوز، أكان من خلال المفاجأت التي تتفجر من وقت لآخر بمبايعات جديدة، أم من خلال تقدّمه في استطلاعات الرأي. ظروف سمحت له بالهجوم على الولايات الجمهورية، لكنّه في الآن نفسه حذّر مؤيّديه من «الغرور».
وقام أوباما أمس بحملة انتخابية في غرب فيرجينيا، الولاية المكوّنة من الناخبين البيض التي فاز بها الجمهوريون في الانتخابات السابقة، وخسر لمنافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية فيها، لذلك تمثّّل تحدّياً أساسياً له للفوز بأصوات البيض. وفي استطلاع لموقع «ريل كلير بوليتيكس»، يتقدّم أوباما بمقدار 8.6 نقاط على منافسه جون ماكاين في هذه الولاية.
الهدف من وراء تكثيف الحملات في الولايات الجمهورية هو الحصول على أكبر عدد ممكن من الولايات التي صوتت لجورج بوش عامي 2000 و 2004، إضافة إلى تأمين الولايات التي فاز بها الديموقراطي جون كيري عام 2004. ومن المتوقع أن يزور أوباما في نهاية الأسبوع فرجينيا وميسوري ونورث كارولاينا المحسوبة على الجمهوريين.وبعد يوم على إنهائه مناظرته الرئاسية الأخيرة، قال أوباما، أمام حشد انتخابي في نيو هامبشير: «نحن اليوم على مسافة 19 يوماً ليس من النهاية بل من البداية». إلّا أنّه حذّر مناصريه من «الغرور والثقة المفرطة»، مذكّراً بما حصل مع نيو هامبشير التي خسرها أمام هيلاري بعدما حقق فوزاً كبيراً في أيوا، قائلاً: «لقد وُضعت في هذا الموقف من قبل، عندما كنا في موقع الأفضلية، ثم انتهينا بالوقوع في الفخ».
من جهته، يتابع ماكاين حملته رغم بوادر الإحباط، وزار أول من أمس بنسلفانيا، التي يعوّل الجمهوريون على الفوز بها. وقال لمناصريه: «مرة جديدة ستقرر بنسلفانيا مَن سيكون الرئيس المقبل».
وفي هدف جديد يُسجّله أوباما، أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» تأييدها له أمس. وقالت إنّ اختيارها كان سهلاً نظراً لحملة ماكاين المخيبة التي تبلورت خصوصاً في اختياره لمنصب نائب الرئيس شخصية غير مؤهلة للرئاسة كسارة بالين. كذلك أثنت الصحيفة على «الصفات المؤثرة لأوباما»: حريص ولكنّه ليس متردّداً، بليغ ولكنّه ملك التفاصيل والمضمون، واثق من نفسه بشكل استثنائي ولكنه متحمس لسماع آراء معاكسة، ألهم ملايين الناخبين من مختلف الأعمار والأعراق، وهو أمر ليس بالقليل في بلدنا المنقسم، إنّه الرجل المناسب في لحظة خطيرة. ولكن الصحيفة مدحت في المقابل بعض الجوانب الإيجابية في حملة ماكاين مثل تشجيعه للإصلاح المالي وسعيه لإيجاد استراتيجية لتحقيق النجاح في العراق، ثم عادت ووصفته بأنّه «طائش» و«متهور».
ورغم أن السباق على أشدّه، فإن ذلك لم يمنع ولوج أجواء المرح بين المرشحين. أجواء افتتحها ماكاين، وذلك خلال حفل خيري في نيويورك بُعيد المناظرة. وتطرّق ماكاين إلى قضية بطاقات تسجيل الناخبين المشكوك فيها من مؤسسة «أكورن»، قائلاً: «في فلوريدا، عُثر على نموذج تسجيل من أكورن يحمل اسم ميكي ماوس، نحن نتحقق من بصمات المخالب، ولكنني شبه متأكّد أن هذا الفأر الكبير هو جمهوري». ومازح ماكاين هيلاري كلينتون التي كانت حاضرة في العشاء بالادّعاء أنّها تؤيده. وأثنى على منافسه «أوباما الذي على وشك أن يدخل التاريخ»، مضيفاً: «لا استطيع أن أتمنى له حظاً موفقاً، ولكنني أتمنى له الصحة».
وتحدّث ماكاين عن «جو السباك» الذي استشهد به في المناظرة، فقال إنّه استبدل موظفي حملته به. وكان جو قد سأل أوباما خلال المناظرة عن مشروعه الضريبي الذي لا يسمح له بإقامة مشروعه الخاص، بتحريض من ماكاين. والضجة التي أثارها «جو السباك» دفعت وسائل الإعلام إلى أخذ المبادرة والاستقصاء عن حقيقته، فتبيّن أنّه لا يحمل رخصة السباكة، ولديه سجل من التهرّب الضريبي، ما من شأنه أنّ يزيد من الطين بلّة لحملة ماكاين.
بعد جولة ماكاين، ألقى أوباما نكاتاً عن الأزمة العقارية، مشيراً إلى أنّها أثرت على ماكاين ومنازله السبعة. ثم غمز من سنّ منافسه حين خاطب حفيد آل سميث الديموقراطي الذي شغل منصب حاكم نيويورك في القرن الماضي قائلاً: «بالتأكيد لم أقابل جدك، ولكن مما قاله لي ماكاين...».
وانتقل أوباما للحديث عن الحملة الإعلانية لماكاين التي تقول «من هو باراك أوباما»، معرّفاً عن نفسه «حصلت على اسمي باراك من والدي، ولكن ما لا تعرفونه هو أن باراك تعني بالسواحلي ذلك الشخص»، في إشارة الى جملة ماكاين له في المناظرة «ذلك الشخص». وتابع: «حصلت على اسمي الوسط (حسين) من شخص من الواضح أنّه لم يخطر بباله مطلقاً أنني سأتنافس على منصب الرئيس». وأضاف: «أكبر نقطة قوة لديّ تواضعي، وأكبر نقطة ضعف هي أنني رائع جداً».