تظاهرات واعتقالات تعمّ المدن التركيةعمّت التظاهرات الحاشدة مختلف المدن التركية التي تسكنها نسبة عالية من الأكراد، وذلك على خلفيّة كشف محامي زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون في سجن إمرلي التركي منذ عام 1999، أنه يتعرّض لسوء معاملة على يد سجّانيه.
وكانت تظاهرات أول من أمس شاملة، وأكثرها حشداً في ديار بكر وإسطنبول ومورسين وشانليورفا وفان وفارتو ويوكسيكوفا، بالإضافة إلى مختلف مدن محافظات جنوب شرق البلاد.
وأصيب عدد من المتظاهرين الموالين لـ«العمال الكردستاني» بجروح واعتقل عدد كبير آخر. وتخلل التظاهرات رشق بالحجارة وحرق سيارات وتكسير، ردّت عليها الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والضرب والاعتقالات.
وانتظر وزير العدل التركي محمد علي شاهين حتى أمس، لينفي تسريبات تعذيب أوجلان. وقال شاهين: «عندما سمعت بتلك المزاعم، أمرت على الفور بالتحقيق، فتبين أنه ليس هناك أي سوء معاملة».
هذا ميدانياً، أما سياسياً، فقد حمّل نائب رئيس الحكومة التركية دنغير مير محمد فرات، حزب «المجتمع الديموقراطي»، الممثل «الشرعي» الأكبر لأكراد تركيا، مسؤولية عدم تمكّن الحكومة من إيجاد حل للقضية الكرديّة.
وجاء كلام المسؤول الحكومي خلال اجتماع مع قيادة الحزب الكردي حين قال، بحسب مصادر صحيفة «حرييت»: «نحن نعلم الواقع، نوع العلاقات التي تجمع حزبكم بالعمال الكردستاني هي حاجز منع، ولا يزال، رجب طيب أردوغان من مواصلة جهوده لإيجاد حلول للقضية الكردية». وتابع محمد فرات: «نريد منكم الاعتراف بأن هذا الحزب هو منظمة إرهابية».
ونقلت «حرييت» عن محمد فرات، وهو من أصول كردية، استدراكه أنه يستحيل على «المجتمع الديموقراطي» أن يعترف بهذا الأمر، وهو ما دفعه إلى خفض سقف مطالبه من رئيس الحزب أحمد تورك، عندما قال له: «نتوقّع منكم أن تكونوا أكثر حساسية على الأقل في بعض القضايا المتصلة بالعمال الكردستاني».
غير أنّ تورك أعرب لنائب رئيس الوزراء عن استغراب حزبه تجاهله من أردوغان الذي «يفضّل التفاوض مع أكراد العراق ممثلين بالرئيس جلال الطالباني ومسعود البرزاني وغير مستعدّ في المقابل لمعرفة ماذا يريد الشعب الكردي التركي الذي يمثّله حزبنا».
وعن احتمال تعذيب أوجلان، لوّح تورك، خلال الاجتماع، بأنّه إذا ما صحّت تلك الأنباء، فإنّ «ردّ فعل الشعب الكردي سيكون كبيراً»، مشيراً إلى أنّ العفو عن أوجلان سيكون جزءاً من حل المعضلة الكردية.
(الأخبار، أ ف ب)