شبّه المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكاين، خصمه الديموقراطي بالزعماء الأوروبيين الاشتراكيين من خلال سعيه إلى إعادة توزيع الثروة، فيما بدأ باراك أوباما جولات في معاقل الجمهوريين، حيث حظي باستقبال جماهيري غير مسبوق، بالتزامن مع تحقيق حملته رقماً قياسياً لناحية جمع الأموال أو إنفاقها على الدعاية، فيما انضم وزير الخارجية الجمهوري السابق، كولن باول، إلى داعميه. وفي خطاب عبر الإذاعة المحلية، هاجم ماكاين أوباما واتهمه بأنّه يريد تحويل خدمة العائدات الداخلية إلى وكالة رعاية عملاقة، من خلال إعادة توزيع الثروة. وقال «أقلّه في أوروبا، الزعماء الاشتراكيون المعجبون جداً بمنافسي هم واضحون بشأن أهدافهم»، مضيفاً «أنّهم يستخدمون أرقاماً حقيقية ولغة واضحة، ونحن نطالب السيناتور أوباما بالصراحة نفسها. رفع الضرائب على البعض من أجل إعطاء شيكات للبعض الآخر لا يسمى خفض ضرائب، هو مجرّد هبات حكومية
أخرى».
حملة «التشبيه» الجمهورية لم تقتصر على الاشتراكيين، بل شملت زعماء عالميين «لا تحبّهم» أميركا. وكشفت صحيفة «صن سانتينيل» عن أنّ أحد مكاتب الحملة الجمهورية يضم لافتة تحمل عنوان «باراك حسين أوباما» تقارن المرشح الديموقراطي بصدام حسين وأدولف هتلر وفيديل كاسترو وكارل ماركس.
وفي ردّ من أوباما على التشبيه، قال أمام حشد جماهيري في سانت لويس ـــ ميسوري إنّ «منافسي يصف خططي بشأن تخفيف الضرائب عن الطبقة المتوسطة بأنه رعاية حكومية يتم بموجبها أخذ الأموال من الأغنياء ومنحها للفقراء»، مضيفاً «ماكاين يريد أن يعطي المديرين التنفيذيين خفضاً في الضرائب قيمته 700 ألف دولار، ولا شيء مطلقاً لأكثر من 100 مليون أميركي، فيما أنا أُريد خفض الضرائب عن 95 في المئة من العمال». وأكّد أنّ رياح التغيير بدأت تهبّ على أميركا «في كنساس، ونورث كارولاينا وفرجينيا وأوهايو»، في إشارة إلى الولايات التي دعمت جورج بوش في الانتخابات السابقة.
وبلغ عدد الحشود التي استقبلت أوباما في سانت لويس 100 ألف شخص، فيما زاد عدد الحشود في كنساس على 75 ألف شخص. أما ماكاين فكان يجول في نورث كارولينا وفيرجينيا، وقال مساعدوه إنّ عدد الحشود تراوح بين 4 إلى 5 آلاف.
يشار إلى أن الديموقراطي الأخير الذي فاز بنورث كارولينا كان جيمي كارتر عام 1976، عندها كان الجمهوريون يترنّحون من استقالة ريتشارد نيكسون بعد فضيحة «ووتر غيت». أما زميلتها فيرجينيا فلم تصوّت لأيّ ديموقراطي منذ ليندون جونسون عام 1964.
وفي مبايعة جديدة، أعلن وزير الخارجية السابق، كولن باول تأييده لأوباما، قائلاً في مقابلة مع برنامج «التقي الصحافة» على الـ«أن بي سي» إنّ «أوباما يتمتع بمعايير القيادة بسبب قدرته على الإلهام والطبيعة الشاملة لحملته، ولأنّه وصل إلى الجميع في أميركا»، مضيفاً «سيكون رئيساً تحويلياً، ولذلك سأصوّت له».
وبعدما وصل تقدّم أوباما باستطلاعات الرأي إلى 14 نقطة قُبيل المناظرة الأخيرة الأسبوع الماضي، أظهر استطلاع لـ«غالوب» أنّه متقدّم بثماني نقاط.
كما أشار تحليل لوكالة «الأسوشيتد برس» إلى أنّ أوباما لديه الأفضلية على منافسه في ولايات تعدّ 264 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي، فيما يتمتع ماكاين بالأفضلية في ولايات لا تتعدّى أصواتها الانتخابية 185 صوتاً.
من جهة ثانية، استطاعت حملة أوباما أن تجمع 150 مليون دولار في شهر أيلول، لتسجّل بذلك مبلغاً قياسياً وصل إلى 605 ملايين دولار منذ بداية المعركة. في المقابل، جمعت حملة ماكاين 66 مليون دولار في شهر أيلول.
إلى ذلك، انتقدت الحملة الجمهورية صحيفة «نيويورك تايمز» بسبب «الهجوم غير المسبوق» على زوجة ماكاين، وشبّهتها بـ«صحافة المجارير» بعدما كتبت مقالاً يناقش خلفية هذه الوريثة الغنية.
(الأخبار، أ ب)