الديموقراطيّون يراهنون على اجتياح الكونغرس أيضاًواشنطن ــ محمد سعيد
أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أول من أمس، أن باراك أوباما سيكون الرئيس الأميركي المقبل مئة في المئة، وتوقعت أن يرفع الديموقراطيون عدد مقاعدهم في مجلس النواب إلى 250 مقعداً، فيما يواصل المرشح الديموقراطي جولاته الانتخابية في الولايات الجمهورية، معلناً أنّ وزير الخارجية السابق كولن باول سيكون مستشاره.
وقالت بيلوسي، خلال جولة لها في ضاحية جورج تاون في العاصمة واشنطن، إنّ «أوباما سيفوز بهذه الانتخابات دون شك وسيكون رئيساً عظيماً للولايات المتحدة ونحن متشوّقون للعمل معه».
وأضافت أنّ الديموقراطيين «سيوسّعون غالبيتهم أيضاً في مجلس النواب إلى 250 مقعداً تقريباً، وربما أكثر من ذلك لو تمكّن الحزب من جمع المزيد من المال». وأشارت إلى أنّه سيكون التركيز على عدد من الدوائر، بينما ستواجه دوائر أخرى قصوراً في الإنفاق. ويشكو الحزب نقصاً في المال، حيث أعلنت لجنته القومية أنّ لديها نحو 120 مليون دولار، بزيادة تصل إلى 30 مليون دولار عما لدى اللجنة القومية للحزب الجمهوري.
ولفتت بيلوسي إلى أنّ الاستقلال في موارد الطاقة والتغيرات المناخية ستكون في صدارة أولويات أجندة المجلس العام المقبل، معربةً عن استعدادها للعمل مع الجمهوريين بشأن إصلاح أنظمة الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي ما داموا لا يدفعون نحو برامج تهدف إلى إحلال هذه الأنظمة بحسابات توفير خاصة.
كذلك اقترحت بيلوسي مطالبة كل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بتسجيل أسمائهم لدى السلطات، وإلا واجهوا الترحيل. وهاجمت الإدارة الحالية، متهمةً إيّاها بمنع وزير المالية من إخطار الكونغرس مبكراً بأن هناك أزمة مالية على وشك الوقوع.
ويجري في الرابع من تشرين الثاني المقبل الاقتراع على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ تنتهي ولايتهم من بينها 23 يشغلها حالياً جمهوريون و12 ديموقراطيون، إضافة إلى 35 مقعداً في مجلس النواب، 28 منها للجمهوريين. ويستحوذ الديموقراطيون حالياً على 236 مقعداً في مجلس النواب مقابل 199 للجمهوريين، فيما يتقاسم الحزبان مقاعد مجلس الشيوخ (49 مقعداً لكل منهما واثنين مستقلين). ومع تفوقهم في استطلاعات الرأي، يحظى الديموقراطيون بفرصة كبيرة للفوز بتسعة مقاعد إضافية في مجلس الشيوخ ليصبح لديهم 58 مقعداً لأول مرة منذ 30 عاماً، ما يوفّر الأصوات اللازمة لتخطي العقبات الإجرائية للجمهوريين والوفاء بتعهداتهم. وقال مرشحهم الرئاسي الأسبوع الماضي: «تصوروا ما يمكن أن ننجزه في ظل غالبية كاسحة في مجلس الشيوخ».
واتفق مع بيلوسي أحد حكماء وأقطاب استطلاعات الرأي المحافظين، فرانك لونتس، الذي أعلن أنّ أوباما سيكون الرئيس المقبل، مضيفاً أن منافسه جون ماكاين «فقد على ما يبدو الاتصال مع الشعب الأميركي، وأن ستيف وندر يقرأ لوحات الرأي العام أفضل منه»، في إشارة إلى المطرب الأميركي الشهير المكفوف.
إلى ذلك، واصل أوباما حملته الانتخابية في الولايات الحاسمة التي صوتت في الانتخابات السابقة للجمهوريين، معزّزاً بتأييد وزير الخارجية السابق كولن باول. ورحّب أوباما، في مقابلة مع محطة «أن بي سي»، بانضمام باول إلى حملته، مشيراً إلى أنّه سيؤدي دوراً في رئاسته. وقال: «باول سيكون أحد مستشاري»، مضيفاً: «لقد عمل بهذه الصفة حتى قبل أن يدعمني» ومسألة مشاركته في الحكومة خاضعة للنقاش. وأوضح قائلاً: «إذا أراد باول المشاركة، فلديه دعوة مفتوحة». في المقابل، أعلن باول أنّه ليس لديه أي خطط للانضمام إلى إدارة أوباما المقبلة.
ووصل أوباما أمس إلى فلوريدا، الولاية الجمهورية التي أنفق عليها أموالاً كثيرة، وكان من المقرّر أن يخاطب مناصريه برفقة زوجته ميشيل، ومنافسته السابقة هيلاري كلينتون وحاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون.
من جهة ثانية، استعادت حملة أوباما بريقها بعدما سجلت تراجعاً طفيفاً في تقدّمها باستطلاعات الرأي خلال اليومين الماضيين. وأشار استطلاع أجراه معهد «غالوب» إلى أنّ أوباما يتقدّم على منافسه الجمهوري بعشر نقاط (52 مقابل 42 في المئة) قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية العامة.
على الضفة الجمهورية، واصل عمدة نيويورك السابق والمنافس الرئاسي السابق في الانتخابات التمهيدية رودولف جولياني رهانه على ماكاين، قائلاً إنه يبلي بلاءً حسناً وسيؤدي أداءً قوياً في الرابع من الشهر المقبل.
كذلك، ردّ ماكاين على تأييد باول لأوباما عبر التذكير بأنّه حظي بدعم أربعة وزراء خارجية سابقين. وقال عن باول: «لدينا اختلافات في الرأي بشكل محترم». أما مرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين، فردّت على باول الذي رأى أنها «غير مؤهلة للقيادة»، بالقول: «اسمحوا لي أن اختلف معه، ليس من أجل وضع خبرتي التنفيذية في وجهة مفيدة، لكن أيضاً بسبب الرؤية التي أشاركها مع ماكاين».