لا تزال طهران تتصرف كأن الحرب الأميركية على الأبواب. تواصل استعداداتها العسكرية، ومعها تعزيز برنامجها النووي، حيث «تعمل حالياً الآلاف من أجهزة الطرد المركزي»
طهران ــ محمد شمص
تزامناً مع انتهاء المرحلة الأخيرة من مناورات «فدائيو الولاية» التي بدأتها إيران الخميس الماضي، صعّد قائد الجيش الإيراني، اللواء عطاء الله صالحي، لهجته أمس، مؤكداً أن «القوات المسلّحة الإيرانية لن تكتفي بالرد على أي قوة أجنبية تجرؤ على مهاجمة إيران ولن تتركها وشأنها، بل ستلاحق المعتدي وتعمل على إسقاطه والقضاء عليه بالكامل».
لكن قائد الجيش لم يخف قلق بلاده من احتمال قيام الأميركيين بحرب جديدة في المنطقة، قائلاً: «إن العدو اقترب من إيران من خلال احتلاله أفغانستان والعراق ونشر قواعده في الجوار تمهيداً للمعركة مع إيران».
في هذه الأثناء، واصلت طهران مناوراتها العسكرية الجويّة في شمالي البلاد، حيث دخلت أمس في المرحلة الثالثة. وأفاد تلفزيون «العالم» الإيراني الرسمي أن «نوعاً جديداً من القنابل سيُختَبَر في المرحلة المقبلة».
وأعلن المتحدث باسم المناورات، العميد حسين جيت فروش: «إنهاء المرحلة الثانية من المناورات بنجاح تام. قوِّمت فيها القدرات الجوية والصناعات العسكرية المحلية. وقامت خلالها مقاتلات الصاعقة الايرانية وسوخوي وميغ 29 الروسية، مدعومة بطائرات أف14 وأف4 وأف5، بعمليات تحليق وقصف أصابت فيها الأهداف الوهمية بدقة. كذلك استخدمت الطائرات قنابل ذكية من الجيل الجديد المصنوعة محلياً، وأجرت تدريبات على نقل الوقود في الجو».
من جهة ثانية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بعد زيارة لطهران، أن «التعاون العسكري بين روسيا وإيران لا يمثّل تهديداً لأي دولة»، مجدداً دعم روسيا لنشاطات إيران النووية. ورفض ريابكوف سياسة فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
وقال ريابكوف إن روسيا لا ترى أي «مشكلة سياسية» في بدء تشغيل محطة بوشهر النووية، مؤكداً بقوله: «إننا في المرحلة الأخيرة من هذا المشروع، ولا مشكلة على الصعيد السياسي».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أن «الآلاف من أجهزة الطرد المركزي تعمل في المنشآت» النووية الإيرانية. ونفى قشقاوي تلقّي بلاده أي طلب رسمي لافتتاح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في طهران.