مي الصايغ«على زعيم الحزب الليبرالي الكندي ستيفان ديون المغادرة، لتجنيب حزبه المزيد من الإحراج». هذا كان لسان حال غالبية رفاقه الذين حوّلوه إلى كبش فداء بعد الانتخابات العامة.
الرسالة وصلت إلى ديون، الذي يعيش ساعات مصيرية، مفضلاً الخلوة مع عائلته بعد الصدمة التي انتابته، إذ لم يتمكن الحزب في الرابع عشر من الشهر الحالي من الفوز إلا بـ 76 مقعداً، أي ما يقل عن 21 مقعداً قياساً إلى انتخابات عام 2006. نتيجة مثّلت الأسوأ لليبراليين منذ عام 1867.
خلوة استغلها ديون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في كيبيك مع أسرته، متوارياً عن أنظار السياسيين والصحافيين. عطلة قد تكون الأثقل في حياته، إذ عليه الاختيار بين البقاء رئيساً انتقالياً للحزب، ريثما يُنتخَب خلف له في مؤتمر الحزب مطلع الربيع المقبل، أو العزوف عن القيادة.
ووسط حبس الليبراليين أنفاسهم بانتظار قرار ديون، رفض النائب في الحزب الليبرالي بريون ولفرت، المقرّب من زعيم الحزب، الإفصاح عما ينوي ديون إعلانه. لكنه قال: «إذا اختار الرحيل، فلن يبقى زعيماً انتقالياً. إن كانوا لا يريدونك قائداً للحزب، فلا أظن أنهم يمكنهم تقبّل أن تكون زعيماً انتقالياً».
وفيما يُجمع الليبراليون على ضرورة ذهاب ديون، إلا أن البعض يرى أنه «يستحق البقاء زعيماً انتقالياً، فليس هناك من حاجة لإذلاله ومعاقبته على خسارة السلطة»، فيما يصّر آخرون على رحيله فوراً، الأمر الذي سيسمح بإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب وإعادة بنائه وتمويله تحت قيادة جديدة.
استقالة ستكون بمثابة صفارة لانطلاق السباق على رئاسة الحزب بين الشخصيات البارزة في الحزب. لكن إذا قرر ديون خلع عباءة الزعامة على الفور، يبرز اسم النائب عن مقاطعة تورنتو، جون ماكالوم، الذي لطالما انتقد السياسات المالية لليبراليين لكونه مرشحاً توافقياً.
اختيار أسهم في بلورته إلمام ماكالوم باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وقلة أعدائه داخل صفوف الحزب. وبوصفه خبيراً اقتصادياً هو مخوّل معالجة القضايا الاقتصادية التي ستطغى على المشهد السياسي في كندا، وسط أزمة الأسواق المالية العالمية.
ومع وصف المحللين السياسيين لديون بأنه «رجل الأداء المنفرد» الذي يتميز بعناده متجاهلاً نصائح أصدقائه وأعضاء الهيئة التنفيذية للحزب ومناصريه، هل تصدق مقولة أنجيلو بريشيلي في صحيفة «ذا ستار» الكندية أن «الجمع بين العناد والغطرسة هما مزيج للوصفة القاتلة في السياسة».