في موقف لافت في مضمونه وتوقيته، أكد المرشد علي خامنئي أمس أن عدم التوصل الى اتفاق بشأن الملف النووي يبقى أفضل من التوصل إلى «اتفاق سيئ»، معرباً عن عدم حماسته لتمديد المفاوضات. تصريحات عكس صداها من ميونيخ وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي أكد أن عدم الاتفاق «لن يكون نهاية العالم. سنكون قد حاولنا وفشلنا». وكرر خامنئي رفضه للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن، معرباً عن تأييده «لمواصلة المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق جيد». وأوضح أنّ «الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق من التوصل إلى اتفاق يتعارض مع مصالح أمتنا»، مشيراً إلى أن «مفاوضينا يحاولون نزع سلاح العقوبات من أيدي العدو. إن نجحوا كان الأمر جيداً، وفي حال العكس على الجميع أن يعلموا أن هناك وسائل عدة في البلاد للتخفيف من وطأة» العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على طهران.

ولم يبد المرشد حماسة لمحادثات تجري على مرحلتين. وقال: «أثبتت التجربة أنها وسيلة (للدول العظمى) للنقاش في كل التفاصيل... وأي اتفاق لا بد أن يكون في مرحلة واحدة ويتضمن الإطار العام والتفاصيل. يجب أن يكون واضحاً وليس موضع تأويلات».
وانتقد خامنئي «تصرف الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تريد بنحو غير منطقي أن تتحقق كل مطالبها».
وقبل ساعات في ميونيخ، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تأجيلاً جديداً لمهلة الحادي والثلاثين من آذار ليس «في مصلحة أحد».
والتقى ظريف نظيره الأميركي جون كيري مرتين منذ الجمعة على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ. ورأى ظريف أن تمديداً جديداً للمفاوضات لن يكون «مفيداً». وقال، في ختام لقاء مع كيري دام تسعين دقيقة: «إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فهذا لن يكون نهاية العالم. سنكون قد حاولنا وفشلنا... سنجد طرقاً أخرى».
ونفى ظريف تصريحات لـ3 مسؤولين إيرانيين تحدثوا لـ«رويترز»، أنه أبلغ الولايات المتحدة خلال المحادثات النووية أن نفوذ الرئيس الإيراني حسن روحاني سيتضرر بشدة إذا فشلت المفاوضات.
من جهته، رفض كيري تمديد مهلة الحادي والثلاثين من آذار إلا في حال التوصل إلى أطار أساسي لاتفاق. وقال، في مقابلة مع شبكة «ان بي سي»: «الفرصة الوحيدة التي أراها الآن في هذه المرحلة للتمديد هي أن يكون لديك بالفعل خطوط عريضة لاتفاق». وأضاف: «لكن إن لم نتمكن من اتخاذ قرارات أساسية يجب اتخاذها خلال الأسابيع المقبلة بالفعل، أعتقد أنه سيكون من المستحيل التمديد». وتابع: «لا أعتقد أننا نريد التمديد في تلك المرحلة. فإما أن تتخذ قرارات لتثبت أن برنامجك (النووي) سلميّ، وإذا لم تتمكن من ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى قصة لا يريد أيٌّ منا أن يسمعها».
في السياق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: «إننا في لحظة حرجة للغاية. لذا نحتاج لتكثيف أكبر لجهودنا لإلقاء الضوء على القضايا السابقة والتحضير للقضايا المستقبلية». وأضاف: «على إيران أن تنفذ الإجراءات التي وافقت عليها... من الضروري الحصول على إيضاحات للمسائل المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتملة وتنفيذ البروتوكول الإضافي أساسي».
(أ ف ب، رويترز، الأناضول)